;
ياسر الأعسم
ياسر الأعسم

معالي وزير الشباب و(الخراطة)!! 1824

2011-12-15 04:49:54


لن نسبق الأحداث, وسنفترض في معالي الوزير الشاب الجديد على المنصب, والقديم في الوزارة حسن النية، وندفع بالحسنة قبل السيئة, ونحن على استعداد لفتح صفحة جديدة, ويراودنا أمل في الغد, وكل ما نريده منكم أن تفتحوا لنا أبوابه ونوافذه بعيدا عن المماحكات والانتماءات والنزعة السلطوية, ونسألكم أن تأخذونا بالرفق و اللين, وترحمونا من حمى الفرد والسرد, فإن كان في القادم ما يسر, وفي الجديد جميل ستجدوننا طوع أيديكم, وسنبذل قصار جهدنا لنشد من أزركم, ونعدكم بأننا سنشعل الشموع ونترك لعن الظلام!.
معالي الوزير إن ما حققته الممالك والدول الجارة يظهر - دون أدنى شك أو مغالطة - الفجوة الشاسعة بين حفرة (الفجل) وطفرة العقل, فهذه الصحاري التي كان أهلها يتهتهون ويحبون في الرمال, قفزت نحو المجد في زمن قياسي.. وفي اليمن السعيد (بول في نيس), أبدعنا في علوم التخلف, وابتكرنا أنواع جديدة من العبث!!, ووسط هذا المناخ الفاسد الذي كان الحكم فيه للعصا والجزرة وانزواء الشرفاء، وتقزم الرموز قسرا, وتم تفريخ الشخصيات المركبة, ونشأت سلالة من الطفيليات التافهة والمتسلقة، وبسطت سيطرتها على العمل الشبابي, واحتكرت المجال الرياضي, وفي نهاية المشوار كانت النتيجة تركة ثقيلة من الأصفار!. 
معالي الوزير اعلم بأننا حذرنا - وسبقنا إلى ذلك كثيرون - من خطر نظام القطيع, وهز الرؤوس على الرياضة اليمنية, ونبهنا من أن العقلية السياسية الضبابية, والمنطق السيادي القاصر من شأنهما أن يجعلا من مستقبل أجيالنا جنين معاق و متخلف, ولكن مراكز النفوذ والقرار شطحت ونطحت, واختزلت النهضة في مجالس وهيئات, وفرضت علينا طقوس عبادة من نوع مختلف!.  
معالي الوزير اعلم أيضا أن النفس أمرة بالسوء, وإننا بشر من ذرية آدم, وأن العصمة لله, وأن الاختلاف أمر صحي يزيد من قيمة المر ولا ينقصه, ويثريه و لا يبخسه, وكن على يقين بأنه ليس لدينا نية للانتصار على أحد, ولكن لدينا حساسية مفرطة من داء العظمة, ونعرات الغرور, ونبغض الولاءات والتربيطات, وكن على قناعة أيضا بأننا لسنا وكلاء شريعة, ولكننا نكره أن نكون شهداء زور أو ندير ظهورنا للباطل, و لا نستطيع أن ننفخ شفايفنا بهواء التملق!!.
سعادة الوزير إن وزارة الشباب والرياضة أصبحت كورشة خراطة همها الأول إعادة إنتاج الخردة!, وأمست مستودع لتكديس كثير من الوجوه المستهلك والمبنشرة, وعش للكروش المنفوخة, ومرتع الذمم الدسمة.. واعلم أن إمساك العصا من المنتصف ليس بالضرورة حكمة, وأن الآمال الكبيرة لا تتحقق بالتمني والصدفة إنما بالمثابرة والصبر والصدق, وأن التردد سمة العاجزين, والأعذار منهج الفاشلين, وأن الخطوة الواثقة خير من العشر المهزوزات, ومن يطلب العلا فعليه أن يسمو بأفعاله, ويترفع عن الصغائر, ومن يسعى للنجاح لا يبحث عنه في عورة أخيه!!.   
سعادة الوزير إن الوطن للجميع, وثق أننا سنبارك كل خطوة من شأنها أن تساهم في انتعاش رياضتنا, وتحررها من قيود الوصايا, وتعيد الحياة لقيمها, وإن كانت هناك أمور مطلوبة بإلحاح, فهي إعادة النظر في طريقة التفكير والإدارة, ونبذ لغة الفرز و التمييز, فنحن بحاجة شديدة إلى كبح جماح المزايدات.. إن الإفراط بالوطنية, واحتكار المثالية قد يظلم الآخر, ويسقطنا في فخ الأحكام الجاهزة من حيث لا ندري!.
معالي الوزير ندرك أن عودكم مازال طريا, وأن عمر وزارتكم لن يتعدى سنتين, ولكن عليك أن تدرك أيضا أن الإنجازات ليس لها توقيت, وأن العالم يتغير في كل لحظة.. واعلم أن الشباب عز وفتنة, والرجل يعرف من لسانه, وأن للإنسان حظ ونصيب من اسمه.. فإن كان لدى معاليكم الإيمان والقدرة والإرادة والنية الصادقة في التغيير, فسيروا على بركة الله, وسنكون معكم على قلب رجل واحد, وأما إن كان الثوب فضفاض, والعصمة بيد سيدي (العوبلي)!!, وستثابرون على مذهب الشرك, ودين الآباء, فأنتم من طريق ونحن من طريق!!. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد