ثمة مقولة مأثورة: "إن لم تستح فأفعل ما شئت".. وأحمد العيسي لطالما فعل ما يحلو له بكرة القدم اليمنية بوصفه رئيس الاتحاد وكأن الأخير مجرد (عزبة) خاصة به، لا أحد في الاتحاد يجرؤ - مجرد محاولة- على فتح فمه قائلا للعيسي: "إلى هنا وكفى عبثا"، بل ولا يجرؤ أحد على رفع سبابته في وجه العيسي مُعلنا تحفظه على الهرج المُقترف بحق اللعبة التي شهدت عشوائية فاضحة وانحصار عمل كل شيء به، فضلا عن تفشي مفاهيم البيع والشراء في كل شيء له علاقة باللعبة إذا ما تركنا جانبا أن انتخابات الاتحاد الأخيرة إنما كانت (غير شرعية) لسبب بسيط أشرنا إليه في حينه تمثل بانتهاء شرعية إدارات جميع الأندية التي تنبثق منها شرعية الاتحاد، وهو (أمر كررناه في دحرجة سابقة)، ولكن - أيها الغبي- ثمة مقولة مأثورة أخرى تقول: "يا فصيح لمن تصيح"!.
لا بأس من القول إن هناك من يروّج بشكل (سياحي) أن العيسي يتعامل بشفافية في أمور الاتحاد بغض النظر عن كون هذا الترويج البليد إنما يستهبل عقول الناس، وفي الاجتماع الأخير لقيادة الاتحاد يُمكن للمتابع وضع اليد على مثل هذا الاستهبال، ففي حين يعلم أغلبنا - حتى قبل أن يخلق أبانا آدم- أن مشكلة الكرة اليمنية ليست في إيجاد مدرب أجنبي، راح هذا الاتحاد يُتحف الجميع بإعلانه أسماء أربعة أجانب قال أنهم مرشحون لتدريب منتخبنا الوطني(!).
طبعا في إطار الشفافية (المزعومة) قال الاتحاد أنه "ناقش تقارير النشاط الكروي للموسم الماضي، وسير الإعداد لإقامة نشاط الموسم الكروي 2011م/2012م بمختلف الدرجات، وما قامت به اللجنة المالية من إعداد لميزانية النشاط وتقديمها لوزارة الشباب والرياضة لإقرارها والتوجيه بالصرف من أجل بدء الموسم في الموعد المحدد"!، مع أن معظمنا (يعلم) أن الموسم الفائت فقد شرعيته بمجرد سقوط عامل (الأمن والأمان) بفعل الحرب التي دارت في كل من أبين وتعز وعدد آخر من المحافظات، ومع ذلك أصر الاتحاد على (الدوس) على مشاعر الناس دون أن يرف له جفن، وكأن الناس عنده مجرد (حشرات)!.. مؤكدا أن كل شيء كان على خير ما يرام!.
دعونا الآن ننسى ما جاء بعاليه.. يؤكد العيسي على "ضرورة أن يظل عمل الاتحاد مُعتمدا على العمل الجماعي والمنهجية العلمية والعملية الصحيحة التي تضمن تنفيذ جميع البرامج والأنشطة التي تتضمنها أجندة النشاط الموسمية"، (أرجو أن لا تذهب ببعضكم الحماسة ليسأل عن معنى مثل هذا الكلام الفضفاض!)، غير أن الواضح الذي لا لبس حوله هو أن المنهجية العلمية العملية الصحيحة عند العيسي هذا تعني (تجاهل) فراغ أهم منصبين في الاتحاد بسبب استقالة النائب الأول فتحي عبدالواسع والنائب الثاني جمال حمدي(!)، ولأن الشفافية هنا باهرة لدرجة أنك (مش حتقدر تغمض عينيك)!! عمل العيسي على رص الوجوه الديكورية ذاتها لتهز رأسها عموديا في حضرته مُستمعة كعادتها لحديثه عن أن "الاتحاد يسير واثقا نحو تحقيق الطموحات"، دون أن تنسى القيام بالتصفيق، وهو الشيء الذي تجيد فعله تماما!.
سامي الكاف
شفافية العيسي (مش حتقدر تغمض عينيك)!! 1969