يقول سبحانه وتعالى " ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون
ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين"
والتطفيف هو النقص كما تعلمنا في المدرسة
ولا يقتصر على الخضار والدقيق و ما شابه ذلك ولا يخص التجار فقط ,لكنه حالة من حالات الظلم ولون من الوان العنصرية , حيث يرى الشخص المطفف نفسه فوق الاخرين ولا يرى الا حقه ولا يعترف بواجباته
يشعر بنفسه ولا يهتم بغير ذلك , يطالب الناس بحقوقه ولا يرى لهم حقاً عليه يدخل في أعراض الناس ويهمز ويلمز, فإذا رد عليه بالمثل استشاط غضباً وقال العار ولا النار , هذا اذا لم يتهمهم بالفسق والفجور والعصيان
يلتمس لنفسه سبعون الف عذراً ولا يقبل عذرا احد, فضلا عن انه يلتمس لهم الأعذار,يجرح الناس بكل قسوة " لكن محد يجرحه لأنه حساس ومايستحملش ومش الاف "
يزوج ابنته بملايين الريالات ويشكو من غلاء المهور وجشع الاباء اذا بحث لابنه عن زوجة يرفع الإيجار كل شهر واذا رفع المستأجر سعر البيضة خمسة ريالات قامت قيامته
وهذا الصنف من الناس قتيلهم شهيد وميتهم فقيد وشقيهم سعيد وحقهم حق وزومهم مرق
هذا الصنف من الناس لا يفقهون معنى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم رغم انهم يحفظونه عن ظهر قلب" لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
هذا الصنف من الناس شعارهم دائماً وابداً " ان ابنك ضرب ابني اوفيتني وارضيتني وان ابني ضرب ابنك كل الجهال يتضاربوا"
وهذا والله ما يحدث في البيوت والحارات , بين الجيران والاقارب
والصحيح أن الناس سواسية كأسنان المشط ولا فضل لاحد على احد " ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون"
والمثل اليمني يقول " حس كبدك , كبد غيرك مثلك"
وعندما دعوت للتغافل لم اقصد ان تعيش بلاشعور وبلا قلب و ان لا تعير الاخرين أي اهتمام, فمن لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم,بل على العكس كانت دعوة لتقديم الناس على نفسك إن تتسامح فيما يخصك,أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك , وتستر العورات وتقيل العثرات وتنسى نفسك تماما كي لا تصبح من هذا الصنف
كي لا تكون من المطففين " الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون"
ولهذا جعل الله تعالى الجزاء من جنس العمل في الدنيا والآخرة , فكيفما تعامل الناس يعاملك رب الناس
دولة المطففين:
والطامة الكبرى أن التطفيف أصبح سياسة تنتهجها دول كبرى والكبير الله , وأنظمة عالمية تمارسها بكل وقاحة فتكيل بمكيالين , ودائماً وابدا كفة المسلمين عندهم مايله
فقتل امرئ في غابةٍ جريمةٌ لا تغتفر
وقتل شعبٍ امنٍ مسالة فيها نظر
وفي دولة المطففين كاد كلب ضخم شرس ان يفتك بفتاة صغيرة, فتقدم رجل وتمكن من قتل الكلب والشرطي يراقب الموقف , فقال له : غداً تصدر الصحف وفي صدر عناوينها ان بطلاً من نيويورك انقذ فتاة صغيرة من موت محقق ,فرد الرجل : ولكني لست من نيويورك
فرد الشرطي : اذن ستقول الصحف ان بطلاً امريكياً انقذ فتاة
قال الرجل : لست امريكياً اصلاً , بل انا مواطن باكستاني
عندئذ تغيرت ملامح وجه الشرطي فقال : لا بأس ستقول الصحف ان متطرفاً اسلامياً قتل كلباً بريئا؟؟؟
حكم بني مطر في سوقهم:
وقصة هذا المثل تقول ان احد الاشخاص ذهب الى سوق البقر في بني مطر وحصلت مشكلة بينه وبين احدهم وكان المخطئ صاحب بني مطر, لكنهم رجعوا الحجة على صاحب الحق, فأصبح يضرب بهذه الحادثة المثل في الظلم في التحكيم
وهذه الأيام لم يعد حكم بني مطر في سوقهم امر مستغرب لان الكل يمارسه
فالأب لا يرى الا حقه ولا يعطي ابنائه من حقوقهم شيئا والزوجة دائماً غلطانة حتى وان كانت المعتدى عليها
والمدرس والمسئول والتاجر وكلنا نمارس هذا الفعل الشنيع بعلم وبدون علم وبعض الطوائف والجماعات والافراد اذا اعترفت بهم امريكا فهم شرعيون وإذا اعترفت بخصومهم فهم عملاء مأجورون وامريكا لا تعني لهم اكثر من انها الشيطان الاكبر
واذا كرمهم الغرب فهذا فخر وعز وشرف واذا كرم غيرهم فهي شهادة على الخيانة والتبعية
وامريكا تقتلع خيام المحتجين في وول ستريت بالقوة ولكنها تطالب الأنظمة العربية بمزيد من الحريات واحترام حقوق الانسان
والأحزاب أيضا تمارس التطفيف فاذا كانت في السلطة دعت إلى السمع والطاعة لولي الأمر وان جلد ظهرك واخذ مالك, فإذا انتقلت إلى المعارضة أعلنت الدعوة إلى خير الجهاد عند الله تعالى " كلمة حق عند سلطان جائر"
ختاماً:
ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين"
مع تحياتي مواطنة يمنية
حقها مش حق ولا زومها مرق
أحـــلام القبيـلـي
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
حقهم حق وزومهم مرق 2604