إن من المؤسف والمحزن أن لا يحرك أحد ساكنا عند مشاهدته لتلك الحالة التعيسة التي وصل إليها نادي حسان أبين، هذا الفارس الأبيني العريق ذو التاريخ الكروي الكبير صاحب الصولات والجولات الذي بات يتجرع الأزمات واحدة تلو الأخرى، ويمر بمرحلة سيئة جدا، بل وتعتبر من أسوأ مراحل تاريخه الكروي، فأوضاعه المضنية التي لا تخفى على أحد صارت كعبء ثقيل يستحيل زحزحته بعد أن هُبّط إلى الدرجة الثانية بقرار يعد ظالما من قبل القائمين على اتحاد الكرة الذين تجاهلوا جميع المناشدات الحثيثة المطالبة بإيقاف عجلة الدوري، وضربوا بها عرض الحائط دون مبالاة منهم أو اعتبار لما حل بمدينة زنجبار المنكوبة (معقل النادي) من تفلت أمني وفقدان لأبسط مقومات الاستقرار، وأصروا على إنهاء موسم كروي فاقد الصلاحية والشرعية سقطت وتهاوت جميع مكوناته ومبادئه الأساسية بما فيها سقوط الأخلاق وانحدارها إلى مستوى شراء الذمم والأنفس الرخيصة بأثمان لا تسمن ولا تغني من جوع، ليذوق أبناء أبين مرارة التهجير والنزوح وحسرة هبوط ممثلهم الوحيد إلى اللا معلوم.
سقط فارس أبين وترجل عن جواده.. وها هو الآن أصبح يكنى بـ(المشرد من دياره) والنازح في موطنة لا مسكن، ولا نادٍ، ولا مأوى يضم لاعبيه، ولا رئيس نادي يمثله، ولا إدارة يمكن أن ننشدها، ولا واجهة يستند عليها، ولا حتى لاعبين يمكن أن نجدهم في زحمة الأندية التي تهافتت لكسب ودهم مستغلين حالتهم الصعبة التي وصلوا إليها بدون أي مراعاة أو رحمة أو شفقة بغياب تام وكامل لملامح هذا النادي المطموس بفعل فاعل، وبمساعده الأوصياء عليه المستفيدين من وضعه الذين غابوا عن الوقوف مع ناديهم في محنته، وذابوا مع ذوبان مصالحهم الشخصية كجدران مدينة زنجبار المنكوبة التي حال ناديها لا يبتعد عن حالها كثيرا.. فمن يلتفت لحال حسان؟!!.
سامر سمير
من يلتفت لحال حسان!! 2233