;
علي محمود يامن
علي محمود يامن

الزعيم صالح.. رفعته الجمهورية وقتلته الإمامة 562

2024-12-05 00:03:35

معجزة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة أنها أعادت بناء المنظومة الثقافية واستعادت الهوية الوطنية اليمنية بفضلها عاد لليمني كينونته وذاته.

shape3

 فالنظام الطبقي الذي رسخته الإمامة خلال ألف عام من الدجل والكهنوت نسفته الجمهورية وأتت بفتى يتيم من أوساط الفلاحين اعتلى منصة الحكم لـ33 عاما.

- النظام الجمهوري بحسب رأي السياسي المخضرم علي الجرادي: "لم يكن النظام الجمهوري بالنسبة لليمنيين خيار سياسي بين أنظمة متعددة تأخذ الشعوب ما يناسبها.

النظام الجمهوري بالنسبة لليمنيين كان انعتاقا من نظام العبودية والكهنوت الذي تميز بادعاء التعيين الإلهي لشخوصه وادعاء تفردهم عن بقية الشعب فهو نظام عبودية عنصري حاول تقنين العبودية بلباس ديني، فلا يمكن تعريفه حسب النظم السياسية إنه نظام ملكي".

- الإمامة نظام نقيض لكل معاني العدل والحرية والنماء والتطور وتعني حكم السلالة والسيطرة على كل مفاصل الدولة والمجتمع والمؤسسات والاقتصاد والاحتفاظ بامتيازات طبقية وسياسية واقتصادية مسنودة بنصوص دينية ما انزل الله بها من سلطان أو تأويلات خارج سياق العقل والمنطق ولي لاعناق النصوص ونقض لمبادئ الإسلام في العدالة والمساواة.

سنتناول في هده الإطلالة مسيرة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح -رحمه الله- الذي رفعته الجمهورية إلى سدة الرئاسة وقتلته الإمامة في مشهد استعلائي أدمى قلوب اليمنيين وجرح الكرامة الوطنية عند خصومه ومحبيه على حد سوء سيتناول المقال حياته حتى إعلان قيام دولة الوحدة في الـ 22 من مايو 90م وهي الفترة التي اتسمت بالشراكة السياسية ومحدودية الفساد وبناء قدر معقول من أسس الدولة واحترام القانون من خلال المحاور الأتية:

أولاً: النشأة والبيئة الاجتماعية

ولد في عام 1946 م لأسرة ريفية بسيطة ومتواضعة في قرية بيت الأحمر الربع الشرقي - سنحان محافظة صنعاء.

وفي واقع اجتماعي واقتصادي صعب، ومنظومة حكم متخلفة نشأ نشأة لا تختلف عن عامة الناس مـن أبناء الفلاحين سكان القرى والأرياف في ذلك الحين متأثرا بمعطيات الحياة اليمنية التي فرضتها سياسة الإمامة المتخلفة.

 تلقى تعليمه الأولي في كتاب القرية (المنزلة) درس وتعلم شيئا من القرآن الكريم وبعض علومه على يد القاضي محمد عبدالعزيز الصوفي.

 وتوفي والده وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره، ما جعله يشارك في تحمل المسؤولية ومواجهة ظروف الحياة الصعبة، واختيار ما يتوافق مع قدراته وميوله وطموحاته فالتحق بسلك الجندية، بالجيش عام. 1958 م.

 كانت سياسة الإمام للتجنيد الإجباري تعتمد على أساس التقسيم القبلي والفرز المناطقي فكانت حصة قبيلة، سنحان تجنيد (۲۰۰) فرد موزعين على القرى، ومن ذلك قرية بيت الأحمر عزلة الشرقي.

فكان -رحمه الله- واحداً من الذين تم اختيارهم للالتحاق بالجيش، بضمانة خاله الشيخ سعيد أحمد مقصع من مشايخ الشرقي، وضمنه الشيخ علي صالح علوان،

وتوزع في الفصيلة الأولى من السرية السادسة في الكتيبة الثانية من اللواء الأول للجيش الوطني.

واستمر في المعسكر أربع سنوات تلقى خلالها التدريبات العسكرية وترقى إلى صف الضباط ثم التحق بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة عام 1960 م، وكان برتبة رقيب.

ثانيا: الجندية والبناء العسكري:

قبل الثورة بثمانية أشهر تقريباً، كان برتبة (رقيب) في السرية السادسة، بمدينة صنعاء، وكانت فصيلته موزعة على (باب الشقاديف)، ومهمتها الحراسة والحفاظ على الأمن، وحين اندلعت الثورة كان من ضمن صف الضباط والجنود الذين كلفوا بمهام الأمن والحراسة وحماية الممتلكات.

عند احتدام الصراع بين الجمهوريين والإماميين شارك على رأس سرية في قتال الإماميين في خولان ورقي إلى رتبة مساعد، وفي عام ١٩٦٣م رقي إلى رتبة ملازم ثاني، وفي عام ١٩٦٤م التحق بمدرسة المدرعات لأخذ فرقة تخصص (دروع).

وتدرج في المناصب العسكرية الآتية:

- قائد فصيلة دروع.

- قائد سرية دروع.

- أركان حرب كتيبة دروع.

- مدير تسليح المدرعات.

- قائد كتيبة مدرعات وقائد قطاع باب المندب.

- نائب قائد لواء تعز.

- قائد لواء تعز، وقائد معسكر خالد بن الوليد (٧٥ - ١٩٧٨م) .

ثالثًا: عوامل الوصول إلى السلطة

كانت عملية اغتيال الرئيس المقدم أحمد حسين الغشمي -رحمه الله- في ٢٤يونيو من العام ١٩٧٨م، بحقيبة ملغومة مرسلة من قادة الحزب الاشتراكي في عدن المنقسم إلى جناحين متصارعين اليسار المعتدل يقوده الرئيس سالم ربيع علي واليسار المتشدد في الأمانة العامة للتنظيم السياسي وعلى رأسه عبد الفتاح إسماعيل وأنضم إليه علي ناصر محمد رئيس الحكومة، تخلص الماركسيون من الرئيس سالم ربيع علي، بإعدامه رميا بالرصاص فور اعتقاله،

في اليوم الذي قتل فيه الرئيس الغشمي كان يتواجد في العاصمة صنعاء النقيب علي محسن صالح الأحمر قائد الكتيبة الرابعة دروع في محافظة الحديدة والذي يتمتع بعلاقات قوية مع ضباط في القيادة العامة للقوات المسلحة واللواء الأول مدرع وإذاعة صنعاء وبعض المرافق الحيوية في العاصمة استطاع أن يسيطر على القيادة العامة ويقوم بتامين العاصمة وقام باستدعاء الرائد علي عبدالله صالح قائد لواء تعز، بالحضور إلى صنعاء مع طائرة من النوع "داكوتا" التي كانت تقل رئيس الأركان المقدم علي صالح الشيبه لحضور احتفال تكريم الضباط والصف والجنود في "معسكر خالد" في منطقة المفرق،

وصل صالح إلى معسكر السبعين، يرافقه غالب القمش ومرافقه الخاص علي احمد القاضي، والتقى بالنقيب علي محسن الأحمر وتواصل الاثنان بالقيادة العامة للقوات المسلحة التي يجتمع فيها الضباط، ثم رتب له النقيب محسن الانتقال بسرية حراسة من اللواء الأول مدرع إلى القيادة العامة.

اقترح المقدم/ عبد العزيز البرطي نائب رئيس الأركان ترشيح رئيس الأركان المقدم علي صالح الشيبة ليكون رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة، فأعلن الشيبة موافقته،

واقترح المقدم محمد ضيف الله قائد القوات الجوية حينذاك ترشيح "علي عبدالله صالح" عضوا في مجلس الرئاسة المؤقت والمكون من أربعة أعضاء كالتالي:

- القاضي عبد الكريم العرشي رئيس مجلس الشعب التأسيسي رئيساً.

- الأستاذ / عبد العزيز عبد الغني صالح رئيس الوزراء عضواً.

- المقدم/ علي صالح الشيبه رئيس هيئة الأركان العامة عضواً.

- الرائد / علي عبد الله صالح قائد لواء تعز عضواً ورقي إلى رتبة مقدم وعين نائبا للقائد العام رئيسا لهيئة الأركان العامة، كما عين المقدم علي صالح الشيبه قائدا عاما للقوات المسلحة.

انتخب في ١٧ يوليو ۱۹۷۸م من قبل مجلس الشعب التأسيسي رئيسا للجمهورية وقائدا عاما للقوات المسلحة بعد ٢٤ يوما من قيام مجلس الرئاسة المؤقت.

 رابعاً: عوامل نجاح المرحلة الأولى من الحكم

والتي تميزت بالعديد من الإنجازات التي أدت إلى استقرار النظام وتحقيق مقدار من التنمية والثبات الاقتصادي والتوافق السياسي ما هيأ أرضية وطنية مناسبة لقيام الوحدة اليمنية المباركة والتي اتسمت بالعديد من مرتكزات وأسباب النجاح أهمها الآتي:

أي مؤرخ منصف لا يستطيع إنكار حقيقة أن علي عبدالله صالح من أكثر الشخصيات حضورا في التاريخ اليمني المعاصر

وقد ساعدته جملة من العوامل في الوصول إلى السلطة وترسيخ حضوره السياسي لقرابة أربعة عقود من عمر الجمهورية.

• الحمدي أزاح الصف الأول من القيادات العسكرية ذات الثقل القبلي والحزبي المسيطرة على القوات المسلحة والغشمي أزاح الصف الأول من أنصار الحمدي وكان مدركا لقوة وتماسك مجموعة سنحان العسكرية وشعر بخطورتهم فوزعهم خارج العاصمة صنعاء.

تواجد علي محسن في صنعاء عند اغتيال الغشمي بما يملك من قدرات قيادية وروح المبادرة والمغامرة وعلاقات قوية باللواء الأول مدرع وتأثير كبير في صفوف الضباط والأفراد مكنه من السيطرة على العاصمة والمراكز الحيوية والقيادة العامة وتثبيت الأمن والاستقرار،

فقام بإيصال صالح إلى القيادة مع سرية حراسة من اللواء الأول مدرع مع وجود كتيبة دبابات من قبل تم السيطرة بها على القيادة بعد اغتيال الغشمي، وقال له اليمن أمانة في عنقك وتم فرض أمر واقع بالكثير من الحزم والسياسة والبعد عن الصراع الخشن.

• القوى اليسارية والقومية عارضت وصول صالح الى السلطة وعقدت اجتماعات ولجانا لمنع وصول صالح والشيخ عبدالله كان من أشد المعارضين لوصول أي شخصية عسكرية للسلطة على خلفية فترة الحمدي والغشمي

• تميز الزعيم بالمغامرة والقدرة على تطوير ذاته واستفاد من الجميع واتكأ على القيادات العسكرية من سنحان التي شكلت قوة متماسكة داخل المؤسسة العسكرية والأمنية.

• المحافظات والمديريات كانت تتهاوى امام الجبهة الوطنية والحزب الاشتراكي في عدن يخطط ويعمل جاهدا لإسقاط الشمال وتحقيق الوحدة بالقوة

سقطت معظم محافظة تعز وإب وعتمة وريمة مع تواجد كبير للجبهة في طوق صنعاء ومناطق الشمال وتواجد لليسار في العاصمة التي على وشك السقوط.

شكل فريق مصغر لإدارة الأزمات برئاسة علي محسن صالح المسؤول عن ملف مواجهة الجبهة الوطنية من قبل السلطة مع الحركة الإسلامية المتواجدة في المجتمع وقرروا المواجهة بتعاون كبير وتكامل منظم في المواجهة، كان المسؤول عن هذا الملف من التيار الإسلامي أبرز قياداته وأكثرهم حنكة ودهاء، أ.د.عبدالملك منصور المصعبي، الذي شكل مع محسن فريق عمل كامل الاحتراف والقوة ويملك الإرادة والقدرة على حسم الصراع، فحققا نتيجة مبهرة وتفوقا عاليا ونجاحا كبيرا توج بحوار ناجح لانخراط عناصر الجبهة في مؤسسات الدولة وتسليم السلاح والتحول إلى العمل السياسي.

كانت شخصية صالح منذ تولى السلطة وحتى انتهاء حرب صيف 94 م على قدر كبير من المرونة العالية والانفتاح المتوازن على كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي وبواقعية حصيفة وحرص على القرار الجماعي واحتوى القوى المجتمعية وكانت من أهم مصادر قوته.

 استفاد من تجربة الحمدي والغشمي وعمل على تامين فترة حكمه وتامين العاصمة والمرافق الحيوية في البلاد، من قبل قيادات عسكرية متماسكة ومتجردة للعمل العسكري وحاضرة بشكل قوي في مواقعها ومراكزها العسكرية والأمنية ومحل ثقة وانسجام وتعمل بروح الفريق الواحد.

شكل الإسلاميون القاعدة الجماهيرية والحليف القوي لصالح وكان لديهم قرار بقائه حتى يتوفاه الله شريطة تخليه عن تحديد من يأتي خلفا له في الحكم.

 حقق من خلال هذا التحالف مكاسب كبيرة واستقرارا سياسيا وامنيا ساهم في إنعاش الاقتصاد والتنمية وتحقيق الأمن والاستقرار.

 تشكل مجلس ظل بشكلٍ تلقائي وغير مخطط له بالمعنى التنظيمي كان من أهم أعمدة النظام بقيادة علي محسن الذي يعد الرجل الثاني في الدولة وعامل استقرار للسلطة كرجل التوازنات وإطفاء البؤر المشتعلة ومن قيادات سنحان العسكرية في الصف الأول التي تقود أهم وحدات الجيش وهي التي تتخذ القرارات الحاسمة وتواجه الأزمات والمخاطر وتعمل على ترسيخ نظام الحكم وتامين البلاد.

كانت شخصية صالح ذكية وفاعلة وقلقة وحركية يتابع بشكل كبير وفاعل مهام الدولة رأسيا وأفقيا.

خامساً: إنجازات المرحلة

 1- تحقيق الاستقرار وتوطيد الأمن والقضاء على الحركات المسلحة التي تنشد إقامة الوحدة بالقوة العسكرية وفرض رؤيتها وأيدولوجيتها في إدارة الدولة والمجتمع وتحديد خيار سياسي وفكري واحد على كل أبناء الشعب ونسج العلاقات الخارجية والتخندق مع أحد الأقطاب الدولية في فترة الحرب الباردة.

2- تحقيق الشراكة السياسية

من خلال المؤتمر الشعبي العام الذي مثل تجربة رائدة في الحياة السياسية اليمنية ورافعة نضالية لليمن الجمهوري بإرادة وطنية خالصة.

ويعد الأكثر رشادة على الساحة الوطنية من حيث قبوله للتنوع وانصهار كل التوجهات السياسية والاجتماعية في هذا الكيان السياسي المرن الذي حافظ على وحدة المسار السياسي الوطني في ظل التنوع الإيجابي والاختلاف الجيد الذي يعد أحد سنن الله في الأرض.

تجسدت إرادة اليمنيين بمنطلقات جمهورية وفق أهداف الثورة السبتمبرية الخالدة في الدليل النظري والمنهج السياسي للمؤتمر المتمثل في الميثاق الوطني خلاصة التوافق اليمني حول برنامج سياسي واحد جامع ومانع يتسم بالثبات والمرونة في آن.

هذه التجربة التي تجسدت كمظلة سياسية لكل القوى اليمنية كانت انسب وأفضل للحالة الثقافية والاجتماعية والسياسية اليمنية وجنبت الوطن كوارث السياسة التي عصفت بهذا البلد العظيم.

ومثلت حاجة اليمن إلى كيان سياسي جامع موحد الأهداف ومتنوع الأفكار ومتوافق على البرنامج الأنسب لليمن.

 المتمثل في الميثاق الوطني كأفضل مناهج التوافق الوطني والسياسي العام

3- البدء ببناء مؤسسات الدولة واهمها مجلس الشورى وبناء منظومة قانونية من خلال تقنين أحكام الشريعة الإسلامية وتطوير التجربة البرلمانية والديمقراطية بشكل جيد وقدر معقول من النزاهة وتحديث الإدارة المحلية من خلال تجربة مدراء المديريات الخريجين من كلية الشرطة وكلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء وبناء مؤسسات الخدمة المدنية واحترام القوانين وبناء المؤسسة الدفاعية والأمنية باحتراف وتحديث وتأهيل وتدريب جيد.

4- تحقيق قدر من التنمية

 كانت وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية تسير بشكل ثابت وتحقق قدرا لا باس به من البنية التحتية وتطوير التعليم والصحة والخدمات العامة بما يتناسب مع إمكانيات الدولة وتوظيف علاقات اليمن الخارجية بشكل جيد والحصول على الكثير من المساعدات والدعم التنموي خصوصا من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت جناحي التنمية في اليمن.

5- العلاقات الخارجية

تميزت الفترة الأولى من حكم نظام ألرئيس الراحل/ علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه حتى قيام الوحدة اليمنية

 في مضمار السياسة الخارجية بالثبات والاتزان والمرونة وبمواقف مشرفة وفاعلة لليمن من القضايا العربية والإسلامية العادلة كانت رصينة وقوية وتنحاز للخيار العربي

وقدمت الدبلوماسية اليمنية الكثير من الاحتراف والتوازن والانحياز لحقوق الشعوب.

6- الوحدة اليمنية اهم الإنجازات

شكلت الوحدة اليمنية اهم الإنجازات الوطنية التي ناضل الشعب اليمني من أجلها طويلا وقدم في سبيلها تضحيات جسام ومثلت نقطة مضيئة في غرة التاريخ العربي المعاصر الذي أصيب بالكثير من الانتكاسات والتصدع في الجسد العربي وهي المنجز الأهم بعد القضاء على الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد والتحرر من الاستعمار البريطاني البغيض.

سادسا: تحليل الشخصية

تميز الزعيم علي عبدالله صالح بكونه شخصية قناصة للفرص يقدم الكثير عند حاجته السياسية والأمنية لكنه لا يتسم بالثبات على المواقف يتغير بحسب الحاجة المرحلية وهو ما شكل نقطة ضعفه في التفاوض مع الأطراف السياسية الداخلية والخارجية التي تتوجس من تغيره وعدم ثباته على الاتفاقات كلما تحولت عوامل القوة والحسم لصالحه وهم ما أفقده ثبات الموقف التفاوضي وثبات العلاقات الإيجابية وافقد معه الكثير من المصالح الوطنية.

في تاريخ الأمم والشعوب قليل من الشخصيات التي تحظى بإجماع عام،

لان سنة الله التنوع والاختلاف

الرئيس صالح شكل انقساما حادا حول شخصيته بين محبيه وخصومه لكنه يبقى جزء مهم من تاريخ اليمن الحديث حقق بعضا من الإنجازات في المرحلة الأولى من تاريخه لتوافر تحالفات وعناصر قوة دعمت رصيد الإنجاز.

 وتعثر وأخطأ في المرحلة الثانية لدخول أجيال جديدة في منظومة الحكم تفتقد للخبرة وتستعجل السيطرة على النفوذ قبل نضوج الثمار فأثرت على مسيرة الرجل لكن يبقى بماله وما عليه جزء مهما من تاريخ هذا الجيل رحمة الله تغشاه، إذ لا يستطيع المؤرخون تجاوز دوره في التاريخ المعاصر لأنه الحاضر الأبرز في حياة هذا الجيل.

لعبت الأقدار في الأيام الأخيرة من حياة الزعيم دورا إيجابيا في صفه وهو يودع الحياة في اليوم الرابع من ديسمبر 2017 م من ساحة النضال الوطني في ملحمة تاريخية ملهمة في مواجهة الإمامة بقوة وثبات وإرادة منفردا إلا من قلة من المخلصين حيث خذله الكثير وتخلت عنه قيادات فقدت القدرة على الاحتفاظ بشيء من شرف الانتماء وحقوق الصحبة في ساعة العسرة شاءت له الأقدار أن يظل حضوره التاريخي في لحظات الوداع ومشهد الخلود الأخير وهو على العهد الجمهوري والثبات الوطني وبشخصيته الشجاعة وحنكته المعتادة ليقدم وصاياه الأخيرة التي تدعو إلى الحرية وحشد الشعب لمواجهة الكهنوت الإمامي والحفاظ على المكتسبات الوطنية وفي المقدمة منها النظام الجمهوري .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد