لايزال اتحادنا (المبجل) لكرة القدم يواصل عزفه المنفرد بمقطوعاته (النشاز) متمسكا بسيمفونية (تطبيق النظم واللوائح) التي يزعمها دوما والتي أرهقت مسامعنا - دائما وأبدا - دون مراعاة أن المستمع بات يفطن جيدا، ويفرق بين الفن الهابط والطرب الأصيل.. وهاهي مشاهد العشوائية والمزاجية التي يتحلى بها القائمون على هرم الاتحاد والتي لا تنم إلا عن فشل ذريع وعجز إداري فاضح (تحرق كل من يقف ضدها)، مازالت تتكرر لنا بصور متعددة، ولنا في ما حدث بالأمس القريب أكبر دليل وتحديدا في مباراة التلال والهلال ضمن مباريات المرحلة السادسة لذهاب دوري الأولى (عندما أخطأ التلاليون بأشرك لاعبهم المحترف الكنغولي بدون بطاقة تثبت استكمال إجراءات قيده لدى الاتحاد بشكل رسمي مما أتاح لفريق الهلال بأن يتقدم باعتراض رسمي).. فمن الطبيعي والمنطقي أن تحال نتيجة هذه المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي لمصلحة فريق الهلال الساحلي استنادا إلى المادة (46) فقرة (ب) والذي بدوره كان محقا في تقديم الاحتجاج على اللاعب المحترف، وهنا لسنا ضد اللوائح وتطبيقها، بل نشجع على سريانها والتمسك بها في جميع المناسبات الكروية، لكن الغريب في الأمر هو التمسك بمبدأ اللائحة في هذه المباراة بالذات والتغاضي عنها في مباريات كثيرة سابقة في مواسم عدة، ولعل مشهد اللاعب موتشمبا يتراءى أمامي الآن عندما سجل كلاعب تلالي مع العلم أن اللاعب مقيد في كشوفات الأهلي التعزي، وقد أحتج حينها الأهلاويون دون فائدة.
الأدهى من ذلك هي طريقة التعهدات الشخصية التي لايزال ينهجها اتحادنا الكروي في تعاملاته الذي يدعي أنه يستند على اللوائح، فأية مهنية أو احترافية يتحدثون عنها عندما نعلم أن الأمين العام للاتحاد د. حميد الشيباني قد طالب بتعهد خطي من التلال وأعطى إشارة مرور للاعب ليخوض اللقاء بعد ذلك.. فبالله عليكم أيعقل أن يتعامل الاتحاد العام لكرة القدم بهذه الكيفية (تعهدات ووعود) دون تطبيق اللائحة؟!!.. وهل يمكنه أن يقبل التعهد الشخصي لأحد إداريي الفريق؟!.. لو - وأعوذ بالله منها - إن مراقب المباراة مثلا أو مسئول الاتحاد قبل بالتعهد هل ستطبق اللائحة!؟.. وهل سيعاقب من قبل التعهد وسمح بمشاركة اللاعب فيما بعد؟!.. لو كانت هذه المباراة الثانية بالنسبة للاعب – مثلا - دون إحضار بطاقته لأي سبب.. ما هو الوضع؟ ماذا لو كان فريق التلال قد حصل على وعد باستخراج بطاقة لاعبه في اليوم التالي وبعد النتيجة تم نسيان وعد عرقوب.. كيف سيتصرف الاتحاد؟!.
حادثة من كثير من الحوادث لمواقف هذا الاتحاد الذي يسن قراراته دون مراعاة لأبسط أبجديات العمل المؤسسي، تدعونا للحزن والاستهجان "في الوقت نفسه" وتجعلنا نفرض تساؤلات عن حقيقة هذه اللوائح المزعومة؟!.. ولماذا لا نشاهدها دوما!!.
هامش ******
- تساؤل برئ.. لو كان الهلال في الجهة المقابلة.. هل ستطبق عليه اللوائح؟!.