حتى الآن مازلت أجهل تماما سبب ما تفوه به أمين عام اتحاد كرة القدم، وأحد مصادر وأسباب بلاويها المزمنة د. حميد شيباني ونقلته على لسانه صحيفة "الثورة" وعدد من الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية وخص به الكابتن الخلوق جدا جدا شرف محفوظ شرف بعد استقالته من تدريب فريق نادي التلال الأول وتصريحاته الصريحة الناقدة لأداء اتحاد العيسي والشيباني لكرة القدم وأجهله أكثر بحق أن يصدر ذلك من رجل يعتبر المسئول الثاني والفعلي في أعلى سلطة كروية في البلد هذا أولا.. وثانيا رجل دبلوماسي ورياضي يعرف تماما الكرة الرياضة العدنية ورأس ذات يوم واحد من أكبر وأعرق أندية عدن (شمسان)، ويعرف أيضا ما يمثله التلال بالنسبة لشرف محفوظ، وما يمثله شرف محفوظ بالنسبة للتلال، رجل على علم بأخلاق شرف ومواقفه وتضحياته مع ناديه، ومتأكدا من نجوميته ومكانته في قلب كل تلالي ورياضي عدني بشكل عام.
 فالذي لم يعرفه الكثير من جيل الشباب ويعرفه الشيباني هو أن شرف محفوظ قدم كل ما لديه، وأفنى أجمل مراحل عمره وبالذات شبابه في خدمة التلال الذي بدأ معه صغيرا وترعرع بين ثنايا النادي العريق حتى صار نجم لا يشق له غبار في وقت كان فيها التلال يعاني من تخمة النجوم، وليس أي نجوم بل النجوم الكبار جدا وبنجوميته وموهبته المتميزة، أوجد لنفسه موقعا بينهم يعتد به ويعتمد عليه، وفيما كان التلال يفقد نجومه الواحد تلو الآخر بفعل تأثير الإصابات والسن، وجد شرف نفسه اللؤلؤة الوحيدة المتبقية في العقد التلالي الفريد وسط فريق كله من اللاعبين الشباب حديثي السن والخبرة، فلم يهرب أو يختلق الأعذار والمبررات، وهو النجم الكبير وهداف العرب الذي يفترض به عدم المغامرة بتاريخه المشرف ونجوميته النادرة مع فريق مجمل أفراده مغمورين، بل تحمل المسئولية، وحمل تاريخ ناديه الثقيل على كاهله وقاد فريقه الصغير عدة سنوات، لم يشكِ أو يئن خلالها أو يتذمر أو حتى يتباهى بما فعل.
وعندما حانت لحظة الوداع وترك معشوقته الأولى وضع شرف التلال نفسه وخبرته تحت إمرة النادي الذي نشاء فيه، وتحمل مهمة الإشراف الفني على فريق كرة القدم في ظروف أقل ما يقال عنها حرجة وعصيبة عمل خلالها ما استطاع عمله بغض النظر عن نتاجهما من الإنجازات الكروية، وهذا شيء يحسب له، وإضافة إلى رصيده الشخصي والمشرف مع التلال.
فليعرف الجميع وأولهم بالطبع هذا الشيباني أن أبرز أسباب نجومية شرف محفوظ وأدق أسرار الحب المكنون له في قلوب الجماهير الرياضية ليس التلالية فحسب بل اليمنية عامة تكمن في خلقه الرفيع واحترامه للجميع دون استثناء، فأخلاق شرف وحبه وإخلاصه وتفانيه لنادية ووطنه كانت أبرز أهم أسباب وأسرار حبه من قبل الجميع.
ومن غير المعقول أن رجل بهكذا خلق وهكذا أخلاص وبعد مشوار رياضي طويل ومشرف أن يأت ويفتري على هذا الاتحاد الفاشل بامتياز الذي جاء يمن عبر أمينه العام على نجم بحجم شرف خدم الوطن والكرة مئات الإضعاف مما خدمه بعض رجال الاتحاد إياهم وخرج صفر اليدين، فيما هم وخلال سنوات قصيرة أصبحوا مليارديرات، يمن عليه باستضافة فريق عربي في مباراة اعتزاله ومليون ريال يمني أكرر يمني أعرف أن استخراجه من صنعاء يتعرض لعملية استئصال كاملة ويصل إلى صاحبه وقد ذهب نصف عمره (نصف مليون)!!.
فيا شيباني لقد تطاولت كثيرا على رجل له من الحب في قلوبنا الكثير، وأسأت إليه ولتاريخه الرياضي المشرف الذي يفتخر به كل مواطن على هذه الأرض إلا أنتم رجال اتحاد الفشل لكرة القدم، فأنت يا عزيزي مدان باعتذار لواحد من أعظم الرجال الذين خدموا الكرة التي مرغتوها في وحلكم القذر.. نعم عليك الاعتذار ولا غيره لرجل اسمه الشرف المحفوظ.. وكفى .