نجمع كلنا تقريبا على سؤال أحوال الرياضة في هذا البلد، ونتفق كذلك حول تشخيص علتها المزمنة، وهي إدارية، أعني أن سوء الإدارة وما يترتب عليها من مساوئه كالعشوائية والفوضى والفساد هو العلة الوحيدة المستشرية في جسد الرياضة منذ زمن بعيد يتجاوز عمره العشرون عاما.
فغياب الإدارة بمفهومها الحقيقي كعلم وفن ونهج وسلوك عن مكونات الرياضة هنا أوصلها إلى ما وصلت إليه من مستوى يدفع المرء إلى الخجل من الحديث في الشأن الرياضي وتحاشي التعريف بنفسه كصحفي رياضي في مكان يتواجد فيه حتى مع عامة الناس.
قلتها زمان وأكرر قولها الآن إن رياضة اليمن تسير بدعاء الوالدين فقط، أي أن القائمين عليها في وادٍ وهي في وادٍ آخر كونهم ببساطه (معظمهم) لا يفقهون شيئا في أمورها ممن جثموا على صدرها، وكتموا نفسها عبر برشوة السياسة والتوازنات المجتمعية ومن رحم ربي منهم ممن يفهم في الرياضة أو من أولادها تجده إما محبط أو مهمش لا قرار له أو تجده تأثر بمن حوله وصار منهم وهكذا صارت الرياضة بسبب هؤلاء.
مرض سوء الإدارة الرياضية استشرى في جسد الرياضة كله، وبدأ من فوق أي من الرأس (الوزارة) ثم الصدر (الاتحادات) حتى وصل للقدم (الأندية)، وفعل بها مفعوله السحري، أنهكها حتى جعلها كسيحة لا تقوى السير والتقدم بل على العكس أوقفها في مكانها، فيما الآخرون من حولها يخطون خطى حثيثة إلى الأمام ويتقدمون ويوسعون الفارق بيننا وبينهم ليصلوا إلى مراتب متقدمه تاركين رياضة اليمن خلفهم قابعة في مستنقع التخلف تندب حضها، وتلعن أبو اليوم الذي وجدت فيه تلك القيادات جاثمة على صدرها، فيما الشباب والرياضيون بدورهم متحسرون على حالهم يسألون الله العلي القدير (أن يجنبهم ظلم أيادي هذه الكوكبة من المشايخ والجهلة والمنافقين!!).
الشيء المسلم به والأكيد هو أن القيادات الفوقية (العليا) أفسدت القيادات السفلية (الأندية) أعني علمتهم كيف يسرقوا ويزوروا ويطنشوا ولا يهمون أو يحسبون لأي شيء من قبيل المحاسبة، قالوا لهم أعملوا ما يحلو لكم في سياق ما يخدمنا ويعزز وجودنا ونفوذنا دون خوف ونحن لكم.
الانتخابات الرياضية السابقة شاهدة على كل كلمة سطرها قلمي في هذه التناولة وفي انتخابات إدارات الأندية واختيار مندوبيها لانتخابات الاتحادات الرياضية الدليل الذي استند إليه في ما أقول.
وبما أن تشخيص الحالة أثبت أن العلة أو المرض المصابة به الرياضة اليمنية يكمن في سوء إدارتها المزمن الناتج عن سوء اختيار وتعيين وترشيح العناصر لإدارة شئونها لأسباب كثيرة واضحة ومعروفة لنا جميعا استعرضت البعض منها في السطور أعلاه، فماذا يمنع من الإعلان عن مشروع وطني لتخليص الرياضة عندنا منه وتدشين العمل فيه تزامنا مع الانتخابات الرياضية المزمع إجراءها منتصف العام الجاري 2012م.
* تحت شعار (لننقذ رياضتنا وشبابنا منهم.. طرد الجهلة والمتخلفين والمتنفذين والمنافقين مسئولية كل رياضي) والطرد الذي أقصده ليس للقوة والعنف، بل أعني به عدم ترشيحهم وانتخابهم في الانتخابات القادمة في الأندية والاتحادات، وعدم قبول هباتهم وأموالهم التي ينثرونها في هكذا مناسبات ومواسم ليس حبا في سواد عيون الرياضيين أنما بهدف شراء ذممهم وأصواتهم واستخدامهم كسلالم للوصول إلى مبتغاهم.
مشروع إنقاذ الرياضة اليمنية مكلف بتنفيذه بدرجة أولى وأساسية الهيئات العمومية بالأندية كمرحلة أولى، ثم تنتقل مسئوليته إلى هيئات الاتحادات الرياضية في مرحلته الثانية ولإنجاحه كمشروع وطني يتحمل الأعلام الرياضي مهام تعميمه ونشر أهدافه والتوعية بفوائده المستقبلية على الرياضة والرياضيين والشباب كافة.
أحمد بوصالح
لننقذ الرياضة منهم: البداية من هنا!! 2339