لطالما انبرى رياضيون مُصوبين (سهام) انتقاداتهم باتجاه قيادة اتحاد كرة القدم بفعل التدهور الحاصل وكأنها وحدها التي تتحمل مسئولية هذا التدهور. طبعا التسليم بمثل هذه العادة أمر غير منطقي أصلا، إذ أنه من غير المعقول أن يكون هذا التدهور بمنأى عما يحصل في الأندية التي تعيش في الواقع تدهورا أفظع، لنأخذ مثالا في مجال تأهيل المدربين، إذ شكا عدد من المدربين من عدم الاهتمام بتأهيلهم، بل وذهب أحدهم يستهدف رئيس الاتحاد أحمد العيسي في أنه يترصد به، مع أن هذا غير صحيح، بدليل حصول هذا الشاكي قبل مدة - دون غيره!- على دورة رفيعة المستوى لا تتوفر إلا بين مدة وأخرى، لكنه - كما هو معروف وأشرتُ إليه في دحرجة فائتة - أخفق فيها، في حين نجح زميله فيها مع مرتبة الشرف.
يمكن القول إن المدة القليلة الماضية شهدت إقامة عدد من الدورات التدريبية، لكن دعونا لا ننسى أن إدارات الأندية هي المعنية برفع أسماء ممثليها للالتحاق بمثل هذه الدورات التدريبية المختلفة التي يقيمها الاتحاد العام وهي أساس من ضمن مهام الاتحاد الآسيوي الذي يحرص على إقامة هذه الدورات في إطار خططه السنوية بالتنسيق مع الاتحادات الأهلية التابعة له.
قبل أيام انطلقت دورة تدريبية في العاصمة صنعاء فئة (c)، بدأت في الثالث من الشهر الجاري ولسوف تُختتم في الخامس عشر، وهي دورة شارك فيها (30) مدربا، لكن لاحظوا من فضلكم أن هؤلاء المدربين تم حصرهم من أندية (الأمانة، عدن، الحديدة، إب، عمران، حجة، المحويت ومأرب) وكأن باقي المحافظات تتبع (تنظيم القاعدة) أو هم موالون للجدد (أنصار الشريعة).
ركزوا من فضلكم.. هذا ليس وحده فقط الذي سيتعين علينا ملاحظته. يقول المحاضر الآسيوي زياد عكوبة في تصريح صحفي: "هذه الدورة ضمن المنهاج الأساسي بالاتحاد الآسيوي، وتُعتبر من أهم الدورات كونها دورة أساسية، وتُعنى بتدريب المدربين في (مجال الناشئين والبراعم!) واليمن بحاجة إلى مثل هذه الدورات لتطوير الناشئين والبراعم ويوجد في الدورة مدربون كانوا لاعبين في المنتخبات الوطنية، وهم الأقدر في كيفية التعامل مع الناشئين والبراعم لأن اللاعب الناشئ يستفيد من اللاعب المهاري ويُعتبر نموذج جيد يُحتذى به ويحتاج في هذه المرحلة لاعبين يملكون مهارات وموهبة".. لكن - للأسف- بإلقاء (نظرة) على هؤلاء اللاعبين المشاركين في الدورة نكتشف أن كثيرا منهم يعملون مدربين منذ مدة - منهم من تجاوز عشر سنوات!- بل وبعضهم قاد (فرق مختلفة) في دوري الدرجة الأولى والثانية.
حسنا.. هل سأل أحدكم ما هي (المعايير والأسس) التي بموجبها تم ترشيح هذه الأسماء دون غيرها..؟!.. من الواضح أن المسألة (تقوم) في نهاية المطاف على أشياء أخرى لا علاقة بأية معايير، أو كما قال لي أحد لاعبي المنتخب الوطني بـ(حسرة): "حتى في دورات المدربين هناك حب ومحبابة!"، ولسوف يتعين علينا متابعة هؤلاء المدربين يباشرون عملهم بموجب هذه الشهادة في مجال البراعم والناشئين بمن فيهم (الشاكي) المذكور بعاليه!، إذ لن (يُسمح) للحاصلين على شهادة (C) بالدخول إلى دورة (B) إلاّ بعد عامين من الواقع العملي وإثبات ذلك من قبل المدير الفني بالاتحاد..(!).
سامي الكاف
دحرجة:حتى في دورات مدربي البراعم والناشئين (حب ومحبابة)! 2019