ذات يوم ذهبت لسماع المحاضرة الأسبوعية في أحد المساجد وجلست انتظر الأخت التي ستلقي علينا الموعظة بجوار فتاة كانت تراجع أو ربما تحفظ بعض آيات القرآن الكريم، سألتها متى ستبدأ المحاضرة، تجاهلتني، أعدت عليها السؤال مرة أخرى تجاهلتني ثانية.
سألتها سؤالاً آخر لم تعرني أدنى اهتمام سوى إشارات تنم عن عدم اكتراث لما أقول، غضبت واستأت كثيراً وبدأت أكيل لها التهم في نفسي وأحضر في نفسي درساً عن سوء الخلق ستكون هي محور ارتكازه طالبة علم وحافظة قرآن وبدون أخلاق وفجأة، استدارت إلي وقطعت علي إرسال سوء ظني بها بإشارات فهمت منها أنها لا تسمع ولا تستطيع الكلام.
لا تفهمني غلط:
أغلقت علي باب غرفتي وجلست استمع لخطبة الجمعة من المذياع، ولكن النوم داهمني فنمت، استيقظت على طرقات أخي ووجدت المذياع يصدح بالأغاني لا أدري كم من الوقت نمت، فتحت الباب وإذ به ينظر إلي نظرات شك وريبة واحتقار قائلاً:
يا سلام "يا مطاوعه أغاني"، شرحت له الموقف ولا أدري هل صدق كلامي وروايتي أم أن سوء ظنه كان أقوى.
إضاءة:
سوء الظن من الأخلاق الذميمة التي تجلب الضغائن وتفسد المودة وتجلب الهم والكدر ولهذا حذرنا الله عز وجل من إساءة الظن في قوله تعالى: "يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم".
ومن صور سوء الظن عند بعض الناس:
- إذا رأى اثنين يتناجيا ظن أنه المقصود بالنجوى.
- إذا سمع ذماً عاماً لخصلة من الخصال طن انه المقصود بالذم.
- إذا نسي أحد أصدقائه أو أقاربه أن يدعوه لحفل عرس أو خطوبة أو نسي أن يسلم عليه اتهمه باحتقاره وعدم المبالاة به.
-إذا اتصل ولم يُرد على الهاتف لعطل أو أي سبب أخر اتهمهم بالتهرب منه وأن فعلهم هذا متعمد.
-إذا زار صديقاً أو قريباً ظل يراقب نظراته ويرصد كلماته وربما كان المضيف مريضاً أو مهموماً وقصر في واجب الضيافة اتهمه بسوء الخلق وقلة الذوق.
ختاماً:
سوء الظن من الشيطان، حيث يلقي في روع الإنسان الظنون السيئة والأوهام الكاذبة، ليفسد بينه وبين إخوانه وعلى المسلم أن يستعذ بالله من الشيطان الرجيم ويحسن الظن بإخوانه، فيُريح ويستريح وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحلام القبيلي
اللهم أغفر لمن أساء الظن 2777