عانت لعبة كرة القدم في بلادنا في السنوات الأخيرة من ضعف واضح في البنية التحتية إذ استمر إقامة معظم المسابقات المختلفة للعبة على ملاعب (ترابية) باستثناء بضعة ملاعب لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ولذلك كانت (النتائج) على صعيد الفرق والمنتخبات متواضعة في المحصلة النهائية، ومثل هكذا وضعية بالضرورة غير مساعدة لتقديم نتائج نوعية بغض النظر عن تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم للناشئين التي أقيمت في فنلندا في أغسطس 2003م والتي جاءت بفعل أسباب أخرى بعض منها جاء إثر (تزوير) في أعمار عدد من اللاعبين، وهو ما تسبب باتخاذ عقوبات توقيف بحق خمسة لاعبين وإيقاف منتخب الناشئين عن المشاركات لمدة سنتين.
لكن الحال هذه تغيرت بفعل استضافة بلادنا لبطولة خليجي 20 لكرة القدم 2010م إذ شهدت محافظات عدن وأبين ولحج (طفرة) نوعية تمثلت في تشييد ملاعب كرة قدم حديثة بلغ إجمالي عددها تسعة، وهو أمر جعل نقاداً ومتابعين يتوقعون حدوث (حراك) فاعل في سماء اللعبة يتوافق وهذه الطفرة النوعية في البنية التحتية فضلا عن تعشيب وبناء ملاعب أخرى في عدد من المحافظات، لكن النتائج ظلت على حالها بل و(تراجعت) بشكل أكد بأن الحال ظل على ما هو عليه، وإن كانت الأحداث التي مرت بها البلد أثرت على النتيجة بفعل توقف المسابقات لفترة وصعوبة الحصول على دعم مناسب في معظم الأندية للإيفاء بالمتطلبات اللازمة للاستمرار في مزاولة اللعبة؛ غير أن الخطير في الأمر هو أن هذه الملاعب في المحافظات المُشار إليها بعاليه ما زالت حتى اللحظة على حالها بدون أن يتم تسليمها الى الأندية بشكل (رسمي) حتى الآن من الجهات التي أشرفت على تشييدها، إذ ما زالت مبالغ مالية غير مصروفة إلى مستحقيها، ولا أحد يعلم على وجه الدقة (لماذا) حتى هذه اللحظة ما زالت الأمور بلا حل، لكن الأخطر هو أن هذه الملاعب كبنية تحتية رائعة كلفت مليارات الريالات ما زالت بلا (موازنات تشغيلية) ولا حتى (موازنات للصيانة) كي لا تخرج عن الجاهزية المفترضة.
إن زيارة واحدة لعدد من هذه الملاعب تكفي لنعرف أن (وضعها) في مهب الريح، إذ يمكن وضع اليد على موضع القلب قلقاً على ما وصلت إليه، فالأرضيات في كثير منها لم تعد كما كانت والمقاعد في بعضها تم نزعها من مكانها كما يفعل طبيب أسنان عندما ينزع سناً أو ضرساً مع الفارق في النتيجة فطبيب الأسنان يقوم بعمله بهدف المحافظة على ما تبقى من أسنان في فم مريضه في حين تبدو العملية في هذه الملاعب (تخريبية) بشكل مستفز.
الغريب في الأمر ان هكذا وضعية مؤسفة لم تستدع (انتباه) وزارة الشباب والرياضة للحيلولة دون استمرار الوضع على ما هو عليه وكأن الأمر لا يعنيها؛ في حين يبدو (موقف) الأندية التي من المفترض ان تكون مسئولة على هذه الملاعب مريباً، إذ لم نشهد رد فعل حريص على هذه الملاعب كبنية تحتية، وإذا كان هذا هو حال هذه الملاعب اليوم فكيف (سيكون) حالها غداً في ظل اللامبالاة التي تشهدها هذه الملاعب ونحن معها (قاعدين) لا نحرك ساكناً..(!)
سامي الكاف
بنية تحتية في مهب الريح.. ونحن قاعدين لا نحرك ساكناً ! 2591