الأصل في ممارسة الرياضة هو تحقيق الانتصارات؛ و(النجاح) و(المواصلة) في تحقيق الانتصارات هما حلم ورغبة الكثيرين. ولكن (القليل) هم من يملكون الموهبة، والدوافع، والمثابرة.
(السطحيون) يعتقدون انه يكفي توفر الموارد المالية، فضلاً عن تجنيد اللاعبين المشهورين والموهوبين. ولذلك يعتقد بعض الإداريين في لعبة كرة القدم - وفي بلادنا حدّث ولا حرج!- أنه بمجرد توفر المال يمكن بلوغ النجاح المنشود إذ حينها سنشهد كيف يحقق هؤلاء البطولات الرياضية. هل يعتقد أحدكم بصواب ما تم ذكره للتو؟
حسناً.. لنتذكر أن المال وحده لا يفعل ذلك، ففي الأخير ثمة أشياء كثيرة ينبغي لها أن تتوفر، صحيح المال مهم؛ ولكنه ليس كل شيء. وباستمرار هناك أمثلة لأندية كبيرة رغم استثمارات مبالغ مالية ضخمة، فقد فازت أقل بكثير من أندية أكثر حرصاً وأقل تبذيراً. وفي كثير من الأحيان نرى فريقاً من اللاعبين الكبار، رغم الجودة التقنية العالية وتشكيلة من أصحاب المواهب الكبيرة، لا يتحول دائماً إلى فريق فائز، ولا يكون حتى قادراً على الفوز!، وطبقاً للمدرب الإيطالي الشهير اريغو ساكي فإن العناصر (الحاسمة) لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة واقعية هي: النادي، واللعب، والمهارة.
تبدأ (النجاحات) من النادي، وتستمر مع اللعب، وتكتمل مع اللاعبين. ثمة حاجة إلى ناد لديه (مشروع كبير) قادر على تحقيقه من خلال (التخطيط) المستنير، وعلى المدى الطويل.
لا بد من وجود الإداريين الذين لديهم (أفكار) واضحة ومعرفة اختيار الموظفين الأكثر قيمة، وضرورة تهيئة (بيئة) مناسبة للعمل والتعايش، حيث يتعلمون ويشعرون بتحقيق أنفسهم. ناد يساعد على النمو ويوفّر (الاحترام) والصداقة. و(مدراء) يغمرون بالحماس والإيجابية والطاقة. وقبل ذلك ناد يعرف الحكم على (جودة) العمل بصرف النظر عن نتيجة المباراة. ينبغي على المدراء (احترام) الموظفين دون فقدان السلطة. أشخاص (يعرفون) إيقاظ جميع الموارد البشرية، وحتى تلك النائمة منها.
يتعين على النادي (اختيار) أنسب الموظفين والتأكد من أن كل واحد يعمل على أفضل وجه، يجب أن يثبت دائماً: التماسك، والتوازن، والإنصاف، هذا هو النادي المثالي الذي يمكن أن يعطى معنى للاستثمارات وللأحلام، ولكن هل يمكن أن يوجد مثل هذا النادي؟ يجيب ساكي على نفسه: "نعم بالتأكيد: الميلان في وقتي كان دالاً على ذلك". وبعد ذلك من الصائب إجراء (الاختيار) السليم للموظفين الفنيين، الذين (يقع) على عاتقهم تحقيق جميع آمال النادي والمشجعين في الملعب.
لنتذكر أنه لا شيء (مستحيل) في عالم كرة القدم. ثمة أندية في الوطن العربي كانت وما زالت تقدم نماذج في العمل المثابر الذي يؤكد على ما جاء بعاليه دون أن يكون الاعتماد على المال هو الأساس، وفي اليمن كان العمل في الأندية في زمن (فائت) مثالاً لذلك.
يؤكد ساكي: "حتى المدرب يجب أن يكون مبدعاً، ولا يمل أبداً من التعلم والتحسن، ومن القيام بالتجارب والاختبارات. بحاجة إلى مهني يملك قدراً كبيراً من الحماس، من الحب، والولع لعمله. مدرب جاد، ملتزم، يملك أفكاراً واضحة. فني يجيد اختيار المواهب وأن تكون مكملة في ما بينها. ولا شك لاعبون يملكون الدوافع الكبيرة، والعاطفة، والانضباط، و الجاهزية".
كل شيء يبدأ مع الشخص، ومع التزامه، ومع حوافزه للسعي نحو التميز.