يُدهشك بعض الناس حين ينساق وراء (عاطفته) بحيث يُطلق لها العنان للتعبير عما هو مخالف للواقع المعاش؛ وفي حكاية فوزٍ ما لمنتخبنا لكرة القدم، أي فوز في مباراة أو حتى في اثنتين، تتجلى هذه الدهشة في أنصع صورها؛ بل وتتجاوزها عندما تصدر من (ناس) من المفترض أنهم من العارفين بأبجديات اللعبة لدرجة تصير معها الدهشة مستفزة على نحو مثير للحنق.

حسناً.. لا يمكن للظل أن يكون مستقيماً إذا كان العود أعوج وهذا أولاً، وعلى ذلك يمكن القياس - يا ولدي- بالنسبة إلى تلك المطالبات العاطفية التي راحت تُمنّي النفس بأن يحقق منتخبنا الأول نتائج ايجابية في مشاركته الأخيرة.
صحيح لكل مباراة ظروفها ومتغيراتها وفقاً لقراءة هذا المدرب أو ذاك ومدى تجاوب اللاعبين معهما ومدى انضباطهم وقبل ذلك فهم ما هو مناط بهم وما هو مطلوب منهم وهو ما يمكن إدراجه في خانة ثانياً؛ لكن كل هذا سيتعين علينا فهمه إذا جاء منطلقاً من (قاعدة) صحيحة يُبنى عليها كل ما تم الإشارة إليه، والقاعدة هنا - يا ولداه- محلك سر منذ سنوات وفي هذا يمكن الإدراج طبقاً وما يُفهم كمنطق بداهة في خانة تبدأ من ثالثاً حتى تاسعاً.
عاشراً: لطالما كانت المسابقات المحلية ضعيفة ومخرجاتها - بالضرورة- أشد ضعفاً لأسباب كثيرة من بينها أن أي شيء له علاقة باللعبة يبدأ من (رغبة) شخصية من رئيس الاتحاد أحمد العيسي أو من (مزاج) أمينها العام حميد شيباني؛ فضلاً عن كون اللعبة صارت مرتعاً للبيع والشراء في نتائج الفرق إذا ما قفزنا فوق (اللجان) الديكورية التي وجودها مثل عدمها طالما الأعضاء الأفاضل يجيدون هز الرؤوس عمودياً وكل شيء بحسابه ما عدا أي شيء له علاقة بالمصلحة العامة للعبة وأخلاقياتها.
لنتذكر أن العيسي لطالما أزعجنا بتصريحاته التي ما انفكت تؤكد قبل بدء كل موسم على "أن الاتحاد يمضي بخطى واثقة نحو تثبيت الموسم الرياضي وتحديد مواعد ثابتة للانطلاق والاختتام وكذا السعي لرفع الدعم للأندية من خلال رفع المخصصات المالية لمباريات الدرجة الأولى والثانية وتصفيات أبطال المحافظات"؛ ومع ذلك لم يجد أي جديد.
دعكم من الهراء البيزنطي المُشيد بانجازات هذا الاتحاد التي لا وجود لها إلا في (مخيلة) شهرزاد؛ فدوري الدرجة الأولى لهذا الموسم بالكاد تم الإعلان عن موعده فجأة وقد كان انطلاقه - ركزوا من فضلكم- مع بداية هذا العام، بمعنى أخر بدأ دورينا وقت انتهاء دوريات خلق الله من مرحلة ذهابهم.
حسناً.. لننس ما جاء بعاليه للحظات. تعالوا بنا نرى كيف هي (العقلية) التي تُدار بها منتخباتنا وعليها يمكن القياس كـ(سلوك)؟
كان أمين السنيني يأخذ مكانه المفترض كمدرب لمنتخبنا عوضاً عن الكرواتي ستريشكو المُقال عقب خليجي 20 وقد كان السنيني مساعداً لستريشكو، لكن بعد مضي بضعة أشهر من الجهد والعمل من قبل السنيني تحل فجأة ساعة صفاء على قيادة اتحاد كرة القدم فتعيّن - دون أن تشرح الأسباب- مدرب منتخبنا الوطني للناشئين سامي نعاش ليحل بديلاً عن السنيني؛ و "يا أمين السنيني كيه روح درّب منتخبنا الوطني للناشئين بدلاً عن سامي".. بس خلاص(!)