"الحمد لله إني عرفت الإسلام في غير بلاد المسلمين " عبارة صادقة بليغة تصف واقع المسلمين وتحكي قصة الإسلام الذي يعيش بين أهله غريباً.
نطق بها رجل أجنبي دخل الإسلام في بلاد الغرب، فلما زار بلاد المسلمين تفاجأ بأنهم يعيشون في وادٍ والإسلام في وادٍ آخر.
نحن الذين نكذب ونغش، نحن الذين نخلف الوعود ولا نحترم المواعيد، نحن الذين نتحاسد ونتباغض ونتقاتل، نحن من يظلم بعضنا بعضاً، نحن من لا نرحم صغيرنا ولا نحترم كبيرنا، نحن ونحن ونـحن..
من يطلع على أحوالنا يتأكد أن الإسلام منا براء
وقصة الإسلام تحكيها ليزا،
ليزا امرأة مسلمة من البوسنة والهرسك قتل أبوها وأمها وزوجها وعمها وكثير من أفراد عائلتها في يوم واحد على يد الصرب فرت بدينها إلى اليمن هي ومن نجا من المذبحة "ابنها وابنتها"
وفي ذات يوم ركبت الباص وكانت تحمل هموم الدنيا على رأسها, فابنها الصغير مريض ولا تملك قيمة الدواء, وكان إلى جوارها امرأة صومالية, وعندما قالت للسائق "على جنب " بلغة عربية مكسرة" سألتها الصومالية, من أين أنت؟
قالت من اليمن.
فنزعت البرقع وعندما رأت ملامحها قالت : لست يمنية
قالت ليزا: نعم من البوسنة والهرسك
قالت لها الصومالية: هل تبحثين عن عمل
قالت: نعم
أعطتها رقم جوال وقالت لها اتصلي عليَّ وسأتفق معك أين نلتقي
وفي صباح اليوم التالي التقت ليزا بالصومالية على أمل أن تدلها على عمل تستر به عورتها المالية
ولم تدر ليزا إلا وهي في منزل يقطنه أربعة رجال، هم في الحقيقة ذئاب بشرية, كلاب جائعة تنتظر الفريسة
ولكنا ليزا الفارة بدينها, الواثقة بربها كانت صائمة فلم تشرب العصير الذي قدمته لها الصومالية قبل أن تتركها في البيت وتخرج "نجاها صيامها، فقد وضعت لها المخدر في العصير"
وبدأ الحوار:
سألتهم عن الصومالية قالوا لها خرجت
قالت أريد أن أخرج ماذا تريدون مني
قال أحدهم : اجلسي اليوم نرتاح ونخزن مع بعض
قالت: اسكت ما تستحي يسمعك الله
قال لها أخر
أنتي أجنبيه "من العاريات"
قالت " في أجانب مسلمين وفي أجانب مثلك.. ساعات طوال وهي تبكي وتحاورهم وتذكرهم بالله وتقبل أقدامهم
وتقول لهم حرام عليكم أنا فررت بديني وعرضي من الصرب مستجيرة بكم، ولكن دون فائدة، ثم طلبت منهم سجاده لتصلي, فأعطوها سجاده
استغربت ليزا وقالت لهم السجادة هنا غلط.. رد عليها احدهم: ليش شفتينا كفار
قالت: كافرين وفاسقين ومجرمين
فرشت السجادة وتوجهت بوجهها وقلبها إلى بارئها وأخذت تدعو بصوت مرتفع يا رب أنت تعرف إني أشتي أقابلك طاهرة وإذا حصل شيء غصب عني سامحني وبكت بحرقة
فرق لها قلب أحدهم وأعطاها خمسة آلاف ريال وفتح لها الباب لتخرج
تقول ليزا: لم أصدق كلامه ولم تكد تحملني قدماي.
خرجت بسرعة وأخذت امشي وامشي حتى وجدت سيارة فيها رجل وزوجته أعطيته الخمسة آلاف ريال مقابل أن يوصلني إلى بيتي.. أنهت حديثها والعبرات تخنقها والدموع تتساقط من عينيها مثل المطر لتنهي حكاية الإسلام في بلاد المسلمين.
أحلام القبيلي
ليزا وقصة الإسلام 2575