تتسابق النساء في الحمل والولادة وكأنهن في مسابقة من سيربح المليون.. طبعاً يحدث هذا برغبة وأوامر من الأزواج الأفاضل ومباركة أسرية, زاعمين أنهم يطبقون سنة الحبيب المصطفى, صلوات ربي وسلامه عليه, " تكاثروا فإني مفاخر بكم الأمم", وهكذا نحن دائماً لانطبق من السنة إلا ما وافق هوانا, ودون وعي وفهم, فالرجال غنيهم وفقيرهم, عالمهم وجاهلهم, صغيرهم وكبير, يتسابقون إلى تطبيق السنة في تعدد الزوجات مع مخالفة أمر الله تعالى بالعدل بين الزوجات.. وما أجمل قول الشيخ ناصر الزهراني:
فصاحوا : سنة المختار تُنسى
وتُمحى أين أرباب الحماسِ ِ
فقلتُ أضعتم ُ سُنناً عظاماً
وبعض الواجبات بلا احتراس ِ
لماذا سُنة التعداد كنتم
لها تسعون في عزم ٍ وباس ِ
"وإلا تلاقي شاب لا يصلي ولا يصوم ولا شغله ولا مشغله ويقلك أشتي أكمل نص ديني وأتزوج.. تمام يا أخونا ربنا يفتح عليك وتتزوج لكن أين النصف الأول من الدين حتى تكمله"..
المهم دعونا نعود للحمل والولادة والتسابق في إنجاب الذرية الذي تحول إلى قنبلة ذرية أهلكت الحرث والنسل, فإذا سالت اليمني كم معك جهال؟, أقل واحد عندنا "المتعلم المتحضر" لديه خمسة وكلما قل علمه وماله زاد عدد أولاده؛ يعني عشرة وقد يرتفع العدد إلى عشرين.. ومن العجب العجاب أن تجد الفقراء والمساكين وساكني الدكاكين أكثر الفئات إنجاباً..
الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" تكاثروا" و لم يقل " انتجي بالسنة اثنين", لم يقل " خلفي للشارع", قال تكاثروا ", بمعنى" تزوجوا وخلفوا ", لكن لم يحدد عدداً معيناً من سيصل إليه دخل الجنة وكان فخراً للإسلام والمسلمين.. ولكنه قال:"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته", فكيف بمن يسعى إلى إنجاب العشرات لتربيهم الشوارع وتحتضنهم محلات الانترنت, قات ومخدرات, وبنات ومعاكسات والوالدان مشغولان في البيت بإنجاب الذرية, لا يستطيعان تربيتهم ولا إطعامهم ولا علاجهم ولا تعليمهم ولا يعنيهما ذلك أصلاً..
قال صلى الله عليه وسلم:(يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله، قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السبيل).. ورحم الله القائل: "نحن قوم يصل أبناء بعضنا إلى 30 طفلاً يلعبون البلوت ويأكلون الفصفص", أي الزعقه..
والأمريكان عند الواحد منهم طفلان, احدهما نزل على سطح القمر والآخر يعتزم الوصول للمريخ!.. ماذا نفع الدول العربية أن عدد سكانها 200مليون؟ وما ضر إسرائيل أن عدد سكانها 4 ملايين؟.
أحلام القبيلي
غثاء الأمة وأمة الغثاء 2144