مولعون نحن العرب بالخزعبلات والخرافات حتى الثمالة, حتى لا أكاد أصدق ما يحدث في أرض الإيمان والحكمة.. طفلة صغيرة لا تعي ولا تفهم جعلوا منها المهدي المنتظر, يقصدون بيتها زرافات ووحدانا ويأتونها من كل فج عميق قاصدين بيتها يرجون بركاتها, حتى أصبحت حديث المجالس, وقبلة المرضى اليائسين من الطب والأطباء.. مرضى يعانون من حالات نفسية وتوهم, وأناس يجهلون الكثير من أمور دينهم وآخرون أثرت فيهم الإشاعات والروايات والحكايات, ينتظرون الشهر والشهرين حتى يحين موعد دخول احدهم على الطفلة كسا, يقولون إنها تبرئ الأكمه والأبرص وتحيي الموتى بإذن الله تعالى ولا يستعصي عليها مرض, كما أنها لا تأخذ من المريض سوى خمسمائة ريال, ونسجوا حولها القصص والروايات, فمن قائل أنها تتحدث الانجليزية وتخرج ليلاً وتختفي ثلاثة أيام, إلى قائل أن الطقم العسكر الذي جاء ليقبض عليها غاص في الرمل" مثل سراقة بن مالك" حسب زعمهم, حتى سامحتهم وولوا هاربين.. خرافات وخزعبلات لا يصدقها إلا الجهلة والفقراء الفارون من جحيم الطب الذي لا يعي ولا يهمه سوى جمع الأموال..
الطفلة كما قال أبوها شخصياً إنها فتاة عادية لا تتكلم الانجليزية ولا تخرج ليلاً ولا تختفي, غير أن فيها روحانية, كما قال.. وعندما ذهب احد أبناء حارتنا لزيارة الطفلة وعاد سألناه: ماذا رأيت؟.. قال: طفلة كباقي الأطفال لا تتكلم معنا ولا يسمح لنا أخوها الأكبر بالحديث معها, فقط تنظر إلى المريض أياً كان مرضه جسدياً أو نفسياً أو عقلياً وتعطيه أعشاباً بمساعدة أخيها الذي يلازمها طوال الوقت.. وأنا أتحدى أن تظهر هذه الطفلة, التي أجزم أن ورائها أشخاص يضللون على الناس ولابد من كشفهم والقبض عليهم, على شاشات التلفزيون لنشاهد بركاتها على الهواء.
هذا وقد أهاب العلماء بالسلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة وبإدارة أمن المحافظة وبمكتب وزارة الصحة أن يقوموا بدورهم في منع هذه الفتاة وأسرتها من إضلال الناس وذلك باتخاذ كافة التدابير.. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
أحلام القبيلي
خزعبلات وخرافة الطفلة كسا 2656