يهوى المواطن العربي المشاكل ويعشق الخلافات حتى الثمالة, وإذا ما فيش من يتخاصم معه يتخاصم مع نفسه, أو كما يقول المثل " يتضارب هو و أرجله", ولهذا هو مرواح مكانه.. الغرب صعدوا إلى القمر ويخططون لبنائه والعرب مشغولون بإفساد الأرض.. حرب البسوس استمرت أربعين عاماً بين بكر وتغلب من أجل ناقة, وحرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس و ذبيان من أجل حصان وفرس, وعندنا في اليمن تتقاتل قبيلتان من أجل حمار وتسفك الدماء وتزهق الأرواح.. وفي مسابقة الأطفال على طيور الجنة فازت طفلة على أخرى وكلاهما تنتميان إلى الوطن العربي.. ولكن كيف لنا أن نعيش بدون خلاف وكيف للحياة أن يكون لها طعم بدون مشاكل, " قلبناها " بعد إعلان النتيجة حرباً وهات يا شتائم وهات يا اتهامات وسرقونا وزوروا النتيجة وبدلوا الأرقام ويا غارتااااااه.
وبسبب مباراة على كرة القدم كادت أن تنشب حرب ضروس بين بلدين عربين شقيقين وتُخرب البلدان بسبب الاختلاف في الرأي..
نحن نحب الخلافات, لأنها تصنع منا شهداء وأبطالاً وتعطينا مناصب ومادة خصبة للأدب والإعلام.. ولهذا قال أحدهم:" مشكلة لو تتحرر فلسطين على ايش بانكون نكتب".. ونطمئن هذا الخائف الوجل, فقد أصبح لدينا الكثير غير فلسطين.. (الله يزكينا عقولنا) ومن شدة حبنا وعشقنا للمشاكل والخلافات سميناها ملح الحياة, ولم نعد نجد وقتاً للبناء والتعمير والإبداع والإصلاح في الأرض, لأننا مشغولون بملح الحياة.. ولمعلوماتك عزيزي القارئ فإن الملح يسمى بالسم الأبيض لما يسببه من أمراض قاتلة, وهذا يعني أن تسميتنا للمشاكل بملح الحياة تسمية دقيقة, فهي كالسم وليست ضرورة من الضروريات.
أحلام القبيلي
ملح الحياة... 1942