ربما كان على الشيخ/ علي عبده ربه العواضي أن لا يحضر جلسات مؤتمر الحوار.. لكن الطريقة التي تم ّإخراجه بها من القاعة في موفمبيك مع تلك الزفة.. لا تمت أبداً للمدنية التي يدعيها أولئك والتي هي المطلب الأول من هذا المؤتمر ومن قبله الثورة الشبابية..
أنا هنا لست بصدد الدفاع عن الشيخ العواضي أو ضد محاكمته أو محاسبته إذا كانت له يدٌ في مقتل الطفل أمان والشاب الخطيب, أو في التستر على قاتلهما.. لكن الأولى بمن قام بتلك الزفة لإخراجه من القاعة أن يتصرفوا بمدنية ويطالبوا الدولة بفرض هيبتها وتطبيق القانون بالقبض على القاتل وعلى الشيخ العواضي نفسه إن كان هناك أدلة على ضلوعه أو تستره على القتلة.. وقبل هذا إذا كان الهدف هو تحقيق العدالة ورفض من يتستر على القتلة فهناك الكثير من أعضاء مؤتمر الحوار من هم أكثر قتلاً وأكبر جرماً..
فإذا كان العواضي- إن سلمنا بذلك- متستراً على القاتل فإن جريمة القتل تلك برغم بشاعتها وهمجيتها واستنكارنا الشديد لها تظل حادثاً عرضياً.. وهناك من مارسوا القتل الممنهج والمخطط له ضد الشباب المتظاهرين السلميين وبكل وحشية, فلماذا لم تـُعمل لهم تلك الزفة ويُطردوا من جلسات المؤتمر بتلك الطريقة؟.. أليسوا هم أولى؟.
أخيراً أرجوا أن لا يفهم من كلامي السابق أنني مع تمييع قضية مقتل الطفل أمان والشاب الخطيب, أو السكوت عن تلك الجريمة, لا بالعكس.. فكلنا ننكر أشدّ الأنكار هذه البلطجة الهمجية القادمة من أدغال القبيلة المتخلفة.. لكن كنت أتمنى أن نسجل أيضاً موقفاً من قتل المواطن السامعي الذي قتل قبل مدة في عدن برصاص همجي.. وقبله الذماري الذي قتل أمام عائلته وغيرهم الكثير في حضرموت وباقي المحافظات الجنوبية قتلوا بلباس المدنية لا القبيلة.. لأن هذه المواقف الأحادية تجعلنا نبدو أننا ننحاز لتوجهاتنا وعصبياتنا ومناكفاتنا والأصل أن يكون انحيازنا للإنسان فقط أيّاً كان ومن أي مكان.
*شرفة:
حياتنا محفوفة
بالدمع والرصاص
ولا مكان للورود بيننا
لا مكان للمياه
وحده البارود سيّدا
وحاكما
جلال الحزمي
من موفمبيك 1657