غدت مسألة التكريم بالنسبة للكثير من الفنانين قضية حيوية، يطالب بها الفنان بدلاً من أن يفاجئ بها، خاصة الفنانين في محافظة عدن الذين سمعوا عن تكريم زملائهم في المحافظات المجاورة، في الوقت الذي قام فيه مكتب محافظة عدن بعملية حصر لكافة الفنانين، مما فهم أنه إجراء يسبق التكريم.
ظل الكثير منهم يتساءلون عن المناسبة التي سيتم فيها البدء بالتكريم، ومرت كثير من المناسبات والتكريم لم يحدث، مما جعل البعض منهم يقول: "إنه وعد عرقوب" أو كما قال الشاعر:
ما أنتِ والوعد الذي تعدينه ** إلا كبرق سحابة لم تمطر
المبدع في محافظة عدن استثني من التكريم بعد طول انتظار، والسبب وراء ذلك هو عدم المتابعة الحثيثة من قبل المعنيين بالأمر، أو قد يكون سبباً سياسياً، سيما وأن المحافظات المجاورة قد شهدت نشاطاً سياسياً مضاداً للدولة، بمعنى التكريم ليس للمبدع، بل إجراء سياسي يكون المستثنى منه المدن الوديعة المسالمة.
الفنان قد تكرمه ابتسامة أو مكالمة تلفونية من مسؤول يسأل عن حاله، وعندما يشعر أنه يشحذ التكريم المعلن عنه وفي محافظة لها ثقلها الفني مثل عدن، يتراجع لديه الإحساس بالانتماء إلى وسطه الاجتماعي.
يا مسؤولين إن عدن لن تكون استثناءً في أي حال من الأحوال وسيأتي اليوم الذي تتحدث فيه المدينة وأنتم مطرقو الرؤوس، وفي تلك اللحظات، سنحمل أكاليل الزهر إلى قبور من أطربونا دهراً.. ولا نامت أعين الجبناء.
أمل عياش
عدن ليست استثناء! 2024