منذ بداية الثورة ومغادرة الرئيس بعدها لليمن وهدوء الأوضاع نسبياً في بعض المناطق وتعز ما زالت تئن وتدمع بدماء أبنائها دوناً عن باقي المحافظات، فبجانب أبين الأبية التي تُضرب مدفعياً وتُهدّم منازلها على رؤوس أبنائها ويُشرّدون بذريعة القاعدة كذلك تضرب تعز يومياً بمائة حجة فارغة وأبناؤها يُقتلون بدم بارد وأمام مرأى الجميع ودون أن تهتز لحرمات دمائهم حجر، فماذا تنتظرون يا أبناء الشعب الواحد من حكومة تدور وتلف وتغطي جرائمها بألف حماقة ..
هل على أبناء تعز أن يدفعوا ثمناً لحريتهم ويُقتلون قسراً وكأنهم جرذاناً، ينبغي التخلص منهم ؟!
الطفل حينما يرفع إصبعيه مشيراً إلى الحرية يُقتل والرجل حينما يسقي ثائراً يلهث وراء شربة الماء أيضاً يُقتل وكلما أرتفع صوته بالحق توالت رصاصات الغدر عليه سهاماً كالمطر، فبأي ذنب يريدون قتل الحرية ؟؟
وحده الذي يسكن هذه المدينة الحالمة العاطرة بمشاقر الحرية يرى ويسمع كل يوم ما يحدث على أرضها من انتهاكات تتعدى الإنسانية بكل المقاييس، فمسامعنا ألفت صوت المدافع التي تهز الحالمة يومياً ليلاً ونهاراً في أماكن شتى في المدينة لدرجة أنها أصبحت جزءاً من تفاصيل يومياتنا نحكيها لمن سأل عنا ,,, وأعيننا ألفت مناظر القتل وتوجيه أفواه الأسلحة بوجه كل من يتنفس الحرية، فشهداء مدينتي وجرحاها يتناسلون من رَحم الأيام التي تعيشها تعز تحت القصف والنيران ومع ذلك لم نسمع أو نرى أي موقف جدي إقليمي أو خارجي حول ما تتعرض له تعز أرضاً وسماء.
تعز التي أصبحت اليوم ثكنة عسكرية فأينما تحركت قدماك وجدت الميليشيات أمامك تنتظر أصابع ترتفع وأصوات تصرخ حتى تؤدي واجبها الوطني على أتم وجه وبدلاً من أن يكون الأمن من يؤمن لك حياتك بات هو من يقلق راحتك وينهي نفس الحياة من روحك ...
ألا يكفي تعز ما مضى كي تعيش القادم كما تحلم به أو أنها تصب كما يريدونها (تتمنى الماضي لو يعود )؟!
تعز.. هذه المدينة الفولاذية العزيمة تتنفس الصعداء كي تمنح العزة لأرشها وأبناءها فماذا بقى لهم فيها، هم يريدونها أرضاً للموت فباتت رَحماً تتناسل الحياة في أحداق كل أبنائها..
هم يريدونها محرقه، حينما ارتكبوا فيها أبشع مجازرهم وكشروا عن أنياب أحقادهم فبادلتهم بخصوبة أرضها التي ترتوي بدماء شهدائها الزكية..
آه وألف آه تلتسع بها أكبادنا، حينما نرى ونسمع ما يحرق الأكباد دون أن يرف للبقية رمش...
كل ما أريد قوله لا تختصره الحروف هنا وأكتفي بالقول : لك الله يا تعز..
أحلام المقالح
لكِ الله يا تعز.. 2666