أجهش بالبكاء.. خنقته العبرات.. وبحرقة الحزن وغصة الألم.. بح صوته وهو يناشد من أجل الوطن.. من أجل اليمن.. لله درك باسندوة رجل التاريخ وقائد المراحل الصعبة.
كم كنت عظيماً يا (باسندوة) وأنت تعلمنا دروساً في معاني الوطنية والإنسانية.. نعم يا سيدي علمتنا هذه الدموع ما معنى الوطن.. وما معنى أن يكون مقدساً.. تعلمنا كيف تتجلى الحكمة في أحلك اللحظات وأصعب المراحل التي تظهر لنا حسن النوايا وتكشف عن سر الإيمان بقدسية هذا الوطن.
مفارقة بونها شاسع تلك التي أظهرها هذا الرجل في أهم المراحل التاريخية أمام مجلس النواب وهو يتغنى بالوطن حد البكاء، بينما كان في الطرف الآخر رجل يحتضر، رجل يهترئ سياسياً، لا يدري ما الله فاعل به والتاريخ والشعب، مكسور الجناح ذاهباً نحو مزبلة التاريخ.
الدموع (الباسندوية) في لحظة تاريخية فارقة كانت بمثابة رسالة وطنية لأولئك المرجفين أو بالأصح الطغمة الفاسدة.. بأن اليمن لا زالت حبلى بالرجال الوطنيين الشرفاء.. رسالة للعالم أجمع بأن اليمن أكبر منا ومن أرواحنا ومن كل تلك الدماء الزكية الطاهرة التي عطرت أرجاء الوطن بعبير الحرية والكرامة.. لله ما أروعك (باسندوة) وأنت تجسد كل تلك القيم النبيلة في أرواحنا وقلوبنا.. ما أعظمك يا سيدي وأنت تبذر في نفوسنا حب هذا الوطن – أرضاً وتاريخاً وإنساناً- بل وأرويتها بتلك الدموع الوفيّة المخلصة، لتبقى ثمرة لنا وللأجيال بعدنا بأن اليمن أغلى من كل شيء فينا وأسمى من كل تلك الصغائر الدنيوية التي كان يتستر خلفها بقايا النظام الراحل.
ختاماً أتمنى للسيد الفاضل رجل المواقف الوطنية والمراحل الصعبة التوفيق والسداد في مهامه الوطنية والعملية وللوطن الأمن والرخاء والازدهار.
ومضة:
الثالث والعشرون من يناير 2012م كان يوماً استثنائياً عاشته أسرة آل الصُليحي في قرية العرمة – صبر الموادم- حيث استقبلت نجماً صُليحياً جديداً، في أجواء فرائحية بهيجة، امتزجت فيه أصوات الفرح بألحان الزغاريد.. وبهذه المناسبة نتقدم بأحر التهاني وأطيب التبريكات للأخ/ شكري عبده محمد قاسم الصليحي بمناسبة ارتزاقه مولوده البكـر الذي أسماه "حذيفة".. فألف ألف مبروك يا أبا حذيفة، جعله الله قرة عين لوالديه وأنبته نباتاً حسناً.
الأكثر فرحاً: كاتب هذه السطور، كما هي من العزيزة ليلى العريقي والغالية عبير الشرجبي وكل محبي الطفل الحبوب.
Alsadeq79@Gmail.com
صادق الصُليحي
باسندوة: الإنسان والقائد 2627