سعيد محمد سالمين
كثيراً ما يجد طالب الدراسات العليا صعوبة في معرفة نظام الدراسات العليا المتبع في عموم الجامعات اليمنية، وما الدور الذي ينبغي أن يقوم به الطالب في هذا النوع من التعليم المتخصص، وذلك نتيجة لعدم وجود دليل خاص بهذا الصدد، فالطلاب الحائزون على المؤهلات الجامعية بدرجات جيدة مع أقرانهم الذين عادوا للجامعة للالتحاق بالدراسات العليا بعد قضاء سنوات في مشوار العمل فإنهم وبلا شك ينتابهم شعور نفسي بالارتباك والحيرة لعدم معرفتهم بما هو مطلوب منهم على وجه التحديد.
ولذلك يصبح من الأهمية بمكان أن يسعى طالب الدراسات العليا جاداً إلى بدايات موفقة عن طريق الاتفاق مع المشرف على رسالته في مرحلة مبكرة على القيام بمشروع تمهيدي بسيط يقدمه في مواعيد محددة، لكي يعتاد على نظام التعليم المتخصص، ومناقشة مشرفه بنتائج هذا المشروع، ومدى قدرته على كيفية القيام به، وإفادته في هذه التجربة المبكرة في عملية إعداد الأبحاث، وأن يتعرف الطالب من الباحثين في مجال تخصصه على كيفية استخدام المنهج العلمي في الأبحاث.
وقد أظهرت الأبحاث أن هناك من الطلاب من يحتاج إلى متسع من الوقت للتخطيط لعمله والفراغ منه بتأن حتى يشعر بأنه أحرز تقدماً ملحوظاً، وهذا يتوقف في المقام الأول على حسن اختيار الطالب للمشرف الذي يتقبل فكرة منح الطالب وقتاً كافياً ليتعلم بطريقة التجربة والخطأ.
وبما أن ضمان نجاح الطالب يعتمد اعتماداً وثيقاً على اختيار المشرف على رسالته البحثية، في كون الطالب بحاجة إلى دعم متواصل، وتأكيد ثقته بنفسه، وتقييم مستمر، وتشجيع دائم مع مشرف يتابع مستوى تقدمه، ويناقش أفكاره من حين لآخر، بحيث يمنح الطالب وقتاً لإحراز التقدم المطلوب، وإعلامه بمدى تقدمه، ولكي يتمكن من توجيهه في بحثه ورسالته ينبغي على الطالب أن يتأكد من أن أستاذه بعينه هو الشخص المناسب للإشراف على رسالته وأن له خبرة في مجال الأبحاث، ولا يزال يساهم في تقدم مجال تخصصه، ويشهد له بأبحاث كثيرة منشورة، ويشارك بأوراق بحثية في مؤتمرات تعقد داخل البلد وخارجه.
وتعد الألفة والقدرة على التواصل الجيد بين الطالب والمشرف من أكثر العناصر أهمية في عملية الإشراف، وما إن تتوطد أواصر الصداقة والعلاقة الشخصية بينهما، تسير عملية الإشراف سيراً سلسلاً وموفقاً، حيث نجد أن المشرف يداوم على توجيه الطالب، ويظل بالقرب منه، ويتابعه بصورة مستمرة لإحساسه بالمسؤولية الإشرافية على رسالة الطالب البحثية.
أما في حالة عدم وجود توافق شخصي بين الطالب والمشرف على الرسالة فإن كل ما ينطوي عليه عملية الإشراف ينظر إليه بسلبية، ومن ثم لا ينبغي التركيز بشدة على مناقشة هذه العلاقة في أول فرصة تسنح أمام الطالب والمشرف، ولكن ينبغي التوصل إلى اتفاق مبدئي حول كيفية سير العمل بينهما.
عموماً.. لا يقوم طلاب الدراسات العليا في جامعاتنا اليمنية باختيار مشرفيهم، وإنما تقوم الأقسام بتحديد المشرفين على رسائل الطلاب البحثية، بصرف النظر عن مشاغل بعض هؤلاء المشرفين أو خبراتهم في مجال الإشراف على الأبحاث، وفي بعض الأحيان يقوم المشرفون باختيار الطلاب، وعلى الرغم من ذلك يمكن للطالب أن يلعب دوراً إيجابياً بعلاقاته الشخصية في عملية الاختيار، وينبغي عليه محاولة التأثير فيها.