فارس محمد الصليحي
تدخل الخارج في قضايا الوطن والشأن الداخلي في أي قطر عربي وإسلامي لا يرضاه إلا عميل وخائن يستحق القتل والتعزير ألف مرة ولعنات السابقين واللاحقين بعدد أنفاسهم وأقوالهم وخاصة الخائن لوطنه ولترابه الذي تربى فيه وترعرع عليه وأكل وشرب ونام فيه منه ، وصدق القائل: (خذها نصيحة أكيدة واطوي عليها الزمن ** إلا الوطن من يخونه ويزرع فيه الفتن
يحيا معذب سنينه ** من شاف وجهه لعن )
والمؤسف أنه في الاوانة الأخيرة على مرأ ومسمع من الجميع وجد تدخل أجنبي في الشأن الداخلي اليمني من قبل إيران وأميركا الطاغيتين حيث أصبح ذلك مشاهداً ومحسوساً وملموساً من قبل سفارة أميركا في صنعاء وتحرك سفيرها في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية وبحراسة أمنية مشددة ، ولم يقتصر على هذا فحسب بل بلغ به الحد إلى التلميح والتصريح باستعداد سفارة أميركا باليمن لتهدئة الأوضاع في الجنوب وحسم العمل العسكري في صعدة مقابل قيام الحكومة اليمنية ببعض التنازلات عن القضية الفلسطينية وإقفال مكتب حماس باليمن. . الخ.
وبهذا التصريح الأميركي يكون قد كشف الغطاء عمّا كان مخفياً عن الخاصة والعامة ، وفضح عملائه وأعوانه في الداخل والخارج من الخونة والمرتزقة الذين يعملون على تأجيج الوضع الداخلي بتوجيهات ورعاية "الماما " أميركا ، وكون "الماما " تعرف أولادها وعملائها فمن الطبيعي أن يصرح سفيرها أو من يمثلها وتوهمه بالقدرة على احتواء الفتنة حسب زعمهم كضغوط سياسية للوصول إلى مآربهم وأهدافهم الشيطانية. . والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تغار أميركا من اليمن ؟ وما هي الأسباب التي جعلت السفارة الأميركية تصرح بالقول واللفظ الصريح وتفضح ما كانت تكنه بداخلها من تحفظ ؟
للإجابة عما طرح سيجيب الواقع السياسي للعلاقات الخارجية اليمنية والتي استطاعت القيادة السياسية بزعامة فارس العرب المشير /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله تحقيق الانتصار والنجاح في العلاقات السياسية والدبلوماسية بالخارج وأصبحت اليمن في الخارج لغزاً يصعب حله ويستحيل خرقه ، وصار اليمن البلد الديمقراطي في المنطقة والسباق في كل قضايا الأمة العربية والإسلامية دون خوف أو ذل أو مجاملة للبيت الأسود وربيبتها إسرائيل.
وبسبب الفساد السياسي والاقتصادي الذي تمارسه البيت الأسود في العالم والجزيرة العربية كان لابد على حكيم اليمن وقائدها أن يشق طريقاً آخر لعلاقات قديمة حميمة ووطيدة مع جمهورية الصين الشعبية ومع غيرها من الدول الأخرى.
ورغم أن علاقة اليمن بالصين تربو على أكثر من نصف قرن إلا أن تلك العلاقات لم تصل إلى ما وصلت إليه في الآونة الأخيرة بين الحكومتين اليمنية والصينية وكان على الدول العربية الشقيقة والصديقة أن تحذو حذو حكيم وقائد اليمن ليصبح الدليل السياسي والدبلوماسي للقادة العرب مع الصين الشعبية بدلاً من الهيمنة الأميركية على المنطقة ولتصبح معظم الأسواق العربية مليئة ومكتظة بالسلع التجارية الصينية من أصغر إلى أكبر سلعة ومع تطور العلاقات الصينية اليمنية وتوسع آفاق التبادل التجاري بين البلدين والعمل في مجال الاستثمار وارتفاع عدد الاتصال والتواصل والزيارات بين كبار المسؤولين اليمنيين والصينيين إلى كل هذه العوامل السياسية والاقتصادية يعد ضربة ولطمة في جبين البيت الأسود وسفارتها باليمن التي لم ولن تتصور أن توجد يوماً من الأيام ضريرة لها وبديلة عنها وهو لا شك ولا ريب أن أحد العوامل المؤثرة الذي جعلها تغيض وتغار من اليمن خاصة ومن بعض الدول العربية عامة.