كروان عبد الهادي الشرجبي
العمل عبادة
كل يوم وعند خروجي من المنزل في الصباح الباكر للذهاب إلى العمل أرى عادة عدداً من الباعة المتجولين - من كل أنواع الباعة للجرائد والملابس والخضار الموجودين والموزعين في كل أنحاء الطرق المختلفة ويحملون الجرائد في الشارع والشمس الحارة تلسع رؤوسهم والذين منهم فتيات والبعض رجال ونساء وأولاد.
فماذا نرى في هذا المشهد الرائع أن الحياة جميلة وتحتاج لمن ينظر إليها بهذا المعنى.
ولكن كيف ذلك؟
فمثلاً بيع بعض الفتيات والنساء في الجولات لعدد من الجرائد معناه شعورهم بحلاوة الحياة وحبهم للبحث والحصول على لقمة العيش بشرف وشقاء ولكن ماذا يمكن أن نعبر أو نقول عن هذا الموقف؟
إن الموقف يشعرنا بالسعادة ويبعث فينا الأمل ويعمل على تشجيع الكل لحب العمل وأن العمل عبادة فهو يشعرنا بلذة الإحساس بمرارة الحصول على الريال لشراء الاحتياجات الهامة لحياتنا أو ربما كانت هناك أسباب لذلك نحن نجهلها، ولكن في أغلب الظن أنها أسباب كثيرة وواضحة لن يشعر بها أو يعرفها أو يحس بها إلا الإنسان الذي يعاني من مشاكل في الحياة، إلا أن هذا المجهود الذي يبذلونه في الطريق لبيع عدد من الجرائد وغيرها يدل على مدى الشعور بروعة الحياة بالنسبة لهم بدليل ماذا؟
بدليل نسيان التعب والإرهاق فرغم حرارة الشمس الساطعة إلا أنهم يشعرون بالمتعة .
لماذا تذكرت هذه المواقف؟
ربما لأنني أحسد هؤلاء الناس على الشجاعة التي يتصفون بها - شجاعة ولا شجاعة الفرسان- ، وأتمنى من الكل أن يقدم كل حب وتقدير لهؤلاء الناس وأن يشعروا بمدى الجهد الذي يبذلونه في عملية التنقل والترحال في الجولات للبيع غير مبالين بأشعة الشمس الساطعة ..ماذا يمكن أن تقدم لهم؟
الشيء الأكيد والأهم هو تقديم يد العون لكل هؤلاء من عون مادي ومعنوي .. بمعنى أن نشتري منهم عند الحاجة ونقول كلمة حلوة لتشجيعهم لكي نزرع فيهم روح الأمل والشجاعة حتى نجعلهم يشعرون بمدى روعة الإحساس بهذا العمل فالعمل ليس عيباً مهما كان وانه عبادة ، وأن نعمل جميعاً على دفعهم بكل حب وامتنان إلى المثابرة والكفاح وإلقاء كل تحيه وسلام عليهم ،ونتمنى من الله أن يساعدهم ويحقق أمنيتهم .. تحية حب وسلام وتقدير لهؤلاء الأطفال فنحن معكم والوطن والناس فخورون بكم وسعداء بكم وبشجاعتكم وبالجرأة التي تتحلون بها وياليتنا نتمتع أو نحصل على بعض من هذه الجرأة والشجاعة ولن يكون هناك عاطل في اليمن.