كتب/ إبراهيم مجاهد
يجزم الجميع بأن حجم التضحيات التي يقدمها أخواننا في صفوف القوات المسلحة والأمن في ميادين البطولة دفاعاً عن هذا الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وسلامته في دحر عناصر فتنة تمرد الحوثي، يجزم الجميع بأنها لا تقدر بثمن ولن نستطيع أن نجزيهم عن واجبهم المقدس مهما كتبنا من كلمات وسطور وأخبار وورق، ولن يستطيع أحد أن يقول أنه قادر على مكافأة أبطال قواتنا المسلحة والأمن، فمن بذل نفسه وروحه رخيصة تاركاً أسرته وراءه وفارق أصحابه وذويه لا يعرف ما اذا كان سيراهم فيما بعد أم لا - دفاعاً عن الوطن لا يمكن أن نقول أن ثمة شيء في هذه الأرض قادر أن يجزي المقاتلين الأبطال الذين يتصدون لأذناب الخيانة والعمالة من عناصر التمرد في مناطق المواجهات وخارجها. .
ومن هذا المنطلق ندرك بأنه ومن الطبيعي أن يلقى جرحى الجيش والأمن وأسر الشهداء الرعاية والاهتمام البالغ علها تخفف من معاناتهم وتساعدهم على تجاوز محنتهم، لكن أن يحدث العكس فهذه هي الجريمة بحد ذاتها. .
مؤخراً زرت المستشفى العسكري بصنعاء في زيارة لاحد الأبطال من أفراد الجيش ولم تقتصر زيارتي عليه فحسب وإنما إلى آخرين من زملائه وتبادلنا الحديث حتى وصلنا إلى العناية والرعاية الصحية التي تقدم لهؤلاء الأبطال. .
عندها سمعت منهم ما يجعلك تشتاط غضباً ولا تدري من أين تبدأ "الشتم" وبمن. .
الجرحى من أفراد الجيش والأمن ذكروا خلال ذلك الحديث عدداً من قصص المعاناة التي حدثت لهم ولزملائهم، ولكن المعاناة التي تكاد تكون متكررة مع حالات عديدة مثلاً تأتي حالة من الإصابات إثر طلق ناري دخل من الرقبة واخترقها وخرجت من أعلى ظهر أحد الجنود، وفي هذه الحالة من الطبيعي أن يقوم الأطباء بتطبيبه ومعالجة إصابته وفق ما هو معروف من المجارحة والنظر أذا كانت الطلقة قد تسببت في قطع أحد الشرايين أو الأوردة أو كسر أي عظم لا سمح الله، لكن ما حدث ويحدث في أغلب الحالات المشابهة أن يقوم عدد من المعنيين في قسم الجراحة بتخييط مدخل الرصاصة ومخرجها ووضع لصقه جراحية مع قطعة من" القطن والشاش" تكرر هذا المشهد في حالات عديدة جعلت أحد الجرحى يقوم با لتعليق على هذه الطريقة بالقول" يعالجونا كأننا تيوبات حق إطارات السيارة. .
"رقعة من هذا الجانب ورقعة من الجانب الآخر وبس". . طبعاً لا اقصد من هذه الأسطر التقليل من الدور الذي يقوم به المستشفى العسكري وكادره الطبي وأعرف حجم الضغط على الأطباء ولكن خطورة هذه المواقف التي تعطي هؤلاء الأبطال ولكن الذي وهبوا أرواحهم رخيصة للدفاع عن الوطن شعوراً بأنهم لا يستحقون الرعاية الصحية الكاملة واللازمة أمر بالغ الخطورة ووصول هؤلاء الأبطال - إلى قناعة بأن ثمة من يستهدفهم بعد أداء واجبهم وإصابتهم أمر فيه من الخطورة البالغة التي توجب على جميع المعنيين مراجعة أداء كافة كادر المستشفى ومعالجة مكامن الخلل والقصور.
قصة الحديدي
في الزيارة ذاتها تعالت أصوات لعدد من الجرحى في المستشفى العسكري من هم من أبناء محافظة الحديدة وعدد من زملائهم المتضامنين معهم. . تعالي أصوات أولئك الجرحى جاءت تعبيراً عن سخطهم من قيام عدد من المعنيين بإعطاء الجرحى من أفراد الجيش المنتمين لمحافظة الحديدة مبلغ "خمسين"ألف ريال كمصاريف علاج في حين يتم صرف مائة ألف ريال لغيرهم وفق ما هو معمول به الأمر أثار استياء وسخط الشجعان من أبناء الحديدة، وهنا نضع تساؤلاً عن صحة هذا الإجراء؟ أم أنه يتم احتساب المبلغ ب"الحديدي"؟
همسة للعمليات العسكرية
هل صحيح أن ثمة جرحى وشهداء في حرب إنهاء التمرد لم يتم إصدار بلاغات بهم حتى اليوم، ولماذا يتم التأخير في بلاغات العمليات العسكرية للجرح والشهداء؟
رغم أن البلاغات من الوحدات في حين وقوع الإصابة أو الاستشهاد.