محمد حسان الشميري
ما من شك أنه إذا ما أراد أي إنسان أن يحقق شيئاً يجب عليه أن يحلم به أولاً.
والمقصود بالحلم هنا "حلم اليقظة" أي بمعنى تبييت النية في شيء يحب الله ورسوله، سواء كان له أو لوطنه، ثم يسعى لتحقيقه وبدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ثم يأتي بعد ذلك الصبر، والصابرون موعودون بالخير، وليس بغريب على أهل اليمن الحلم، فقد حلم الشعب اليمني بالوحدة اليمنية قبل مجيئها من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه فكتب عنها الكتاب، وتغنى فيها الشعراء حتى تحققت واقعاً بعد أن كانت حلماً وبها نهج الشعب اليمني نهجاً شوروياً وديمقراطياً، تعددياً حزبياً وخرج ما كان في الظلام إلى النور وتحقق حلم السياسيين في ذلك، وأصبح لكل حزب رمز يعرف به وبقى حلم الوطن. . ؟!
فالوطن بكم سينتصر وبتضافر جهود كم سيعلو شأنه وسيتحقق له الأمن والأمان.
إن الوطن لا يريد أحزاباً تنطبق عليها مقولة" عندما تنتهي المصالح تبدأ الأحقاد".
فما نراه في أحزابنا ليس إلا صراعاً إعلامياً يسعى فيه كل طرف للإساءة إلى الآخر متناسين الغاية التي وجدت من أجلها الأحزاب وحلمنا نحن الشباب أن نرى أحزاباً تسخر جل طاقتها من أجل تنمية الوطن، أحزاب تكون لها بنية تحتية بمعنى مؤسسات تجارية تسعى من خلالها إلى امتصاص البطالة وتساعد على توازن الأسعار، يكون لها مؤسسات صممت لتعمل على معالجة المواطن داخل وطنه، مؤسسات تعليمية عصرية تتلاءم وسوق العمل، ساعتها سيكون لكل محافظة بحرية محطة تحليه وحينها لن نسخر من أحلامنا عندما نقول سنولد الكهرباء بالطاقة النووية، سيكون لنا ذلك بفضل الله وبفضل التفافنا مع القيادة السياسية وبعد ذلك لا نضئ شمعه إلا من أجل أعياد اليمن، أما إذا كان هذا الحلم والمطلب ليس من اختصاص الأحزاب ولا هو داخل في برامجها وأهدافها فهم إذاً عالة على الوطن والمواطن لأن فاقد الشئ لا يعطيه، أما الذين حلموا حلماً شيطانياً فنقول أن الله سيبطله وهيهات أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء هيهات أن تستطيعوا بعد اليوم إعاقة عجلة التنمية أو الفساد في الأرض.
لقد سبقكم معلمكم الشيطان وخرج من الجنة مطروداً ملعونا وستخرجون أنتم من جنات اليمن حفاة عراة وستجدون شعباً متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقاتلونكم ومعهم تراب اليمن الطاهر بره وبحره، أحجاره وأشجاره وسمائه وقاعه، ليبقى اليمن شامخاً شموخ الجبال.
