ياسر باعزب
لقد مثلت ساحة الشهداء م/ أبين إلى عهد قريب نموذجاً رائعاً لذلك التطور الحضاري، ومتنفساً طبيعياً وسياحياً جميلاً بكل ما احتوته من صالات وألعاب وتسالي وترفيه، وملاعب وحمامات سباحة ومسارح، كانت مصدر دخل ومركز إشعاع ثقافي وحضاري وفكري وإنساني فأقبل عليها الناس من كل أرجاء الوطن زائرون وسائحون.
إلا أنها اليوم تعيش احتضاراً حقيقياً ما لم تمتد لها أياد أمينة تنفض عنها غبار السنين العجاف لتعيد تأهيلها واستثمارها وترسم على محياها الابتسامة وتعيد لها وجهها الحقيقي المشرق الذي يعكس حضارة ورقي وتعامل الإنسان مع كل ما هو جميل ومفيد.
حيث وأن منظرها اليوم لا يسر كل غيور ووطني محب للحياة فهي أشبه بغابة مخيفة بعثرتها أيادٍ عابثة حولتها إلى أشباح وأطلال لنبكي عليها أو جعلها البعض سكناً شخصياً له لقد تم خدش كل المظاهر الجمالية بها فلا يكاد يرخي الليل سدوله حتى ترقد خامدة منكسرة لا توحي إلا بالكآبة واليأس تستوطنها الكلاب الضالة والقطط والخفافيش.
وإذا ما تنفس الصبح ارتسم على محياها الرتابة والملل والضياع لقد هجرتها الطيور المغردة والعصافير البريئة لينعق بها الغراب، وتعزف عليها البوم سمفونية الوداع الأخير.
ونأمل من قيادة محافظة أبين الجديدة ومعها كل أبناء أبين الشرفاء أن يأخذوا على عاتقهم مهمة إعادة تأهيل ساحة الشهداء واستثمارها انطلاقاً من توجهات فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله الذي يحرص دائماً على ان تكون أبين رمزاً للوفاء والعطاء وبوابة للتنمية والنماء.
