عبدالوارث النجري
وأنا أقلب بعض الأوراق وجدت مقالاً للأخ فايز أمين السقاف تحت عنوان لؤلؤة على بساط أخضر قال فيه ذلك الوصف الذي أطلقه على مدينة إب المؤرخ والأديب اللبناني أمين الريحاني عندما زارها في أوائل القرن العشرين، ولعلها كانت كذلك منذ أن فطرها فاطر السموات والأرض إذ حباها الله بتربة خصبة قل مثيلها بين الأراضي وأكرمها بغيث من السماء ما زال يسقيها حتى غدت بساطاً أخضر يسر الناظرين ..
بين جنباتها أقيمت أعظم الدول وأعرق الحضارات وفوق جبالها شيدت أعلى القلاع وأمنع الحصون وكانت ذخر أجدادنا الأقدمين، وعونهم الذي لا يلين، على خيراتها عاشوا ومن أفضالها سادت دولهم حتى حين، وواصل السقاف مقاله بالقول: وها هو القرن الواحد والعشرين يأتي وتعلن اللؤلؤة العاصمة السياحية ليمننا الحبيب ولكن بعد أن - سحب الناس منها بساطها الأخضر الجميل وحولها إلى غابات من سمنت ومروج من أسفلت.. فدفنوا خيرات الأرض، ورفضوا بركات السماء، وظلت اللؤلؤة ترمق بساطها الأخضر وهو يقطع ويسحق أمام ناظريها، ولا من مغيث ولا من منقذ، فصار حسرة على النفس وهم على القلب، بل وأحجيه لا يقدر على حلها عقل، إذ كيف لشعب الإيمان والحكمة أن يدفن هدية خالقه، ويبدد هبة رازقه بل وكيف له أن يسرق بساط لؤلؤته الجميلة.
هذه الكلمات التي كانت للزميل السقاف هيجت أشجان وأحاسيس كلما حاولنا الإفصاح عنها أو نطرحها للأخوة الشرفاء من أبناء هذه المحافظة نجد أنفسنا أمام إخطبوط فاسد ومنظم في سلوكياته ونشاطاته لا هم له في هذه الحياة سوى تحقيق المزيد والمزيد من المصالح الشخصية
الضيقة على حساب هذه الأرض الخضراء وأبنائها الطيبين مستغلاً وضع تجذر فيه الفساد المالي والاداري في معظم المرافق الحكومية ليعبث هو كيفما يشاء بالجمال الرياني والبساط الأخضر، لقد شدني مقال السقاف خاصة وأنه جاء في الوقت الذي بدأت قيادة المحافظة تستعد لإقامة المهرجان السياحي السادس ولو كان السقاف يعلم أنني عندما تساءلت في تحقيق تم نشره قبل عدة أيام حول المهرجانات السياحية التي أقيمت في محافظة إب وماهي الثمار التي جناها قطاع السياحة من تلك المهرجانات، دون شطح أو إسفاف فما كان من اللجنة الإشرافية لمهرجان إب السياحي السادس ألا استبعادي من اللجنة الإعلامية المشكلة لدلك وعدم استدعائي مع بعض الزملاء لحضور الاجتماع الذي عقد مساء السبت الماضي برئاسة أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، لو كان السقاف يدرك ذلك أعتقد لما قام بكتابة تلك الكلمات المنصفة تجاه مدينة إب وما تعانيه وتتعرض له من اغتصاب وحشي على يد أبنائها وبرضاهم عابثاً بكل ما هو جميل في هذه المحافظة، ولا أظن أن هؤلاء هم أبناء إب الشرفاء الأوفياء الطيبين أحفاد عبدالمغني وتلامذة الأستاذ الربادي، فهذه ليست أخلاقهم فأي عصابة هذه التي تحاول وبكل قوتها أن تحاربك لمجرد أنك قلت كلمة حق تجاه هذه المحافظة التي تفتخر وتتفاخر انك من أبنائها، لا أختلف معك يا صديقي السقاف بأن اللؤلؤة تحولت اليوم إلى كتله أسمنتية واحدة ولكن لا تنسى يا عزيزي أن من كان السبب هم مجموعة أفراد لا يتجاوز عددهم العشرة والعشرين وحتى الخمسين شخصاً وليسوا كافة أبناء إب الذين أفتخر أنا وأنت أننا منهم، فلقد ضمت هذه العصابة يا صديقي مجموعة من المهندسين والمسؤولين المحليين ومدراء المديريتين وبعض الأشخاص من المنتفعين والمنافقين الذين اعتادوا على ملئ بطونهم من دجلهم وحصاد ألسنتهم، وبعد أن قامت هذه العصابة بنهب أراضي إب الأوقاف منها وأراضي وعقارات الدولة و اغتصاب الوديان والجبال والعبث في المخططات العامة وبيع كل الأراضي المسقطة في المخططات كمواقع للمرافق الحكومية سواء المدارس أو المستشفيات والوحدات الصحية وأقسام الشرطة والحدائق المنتزهات وغيرها ونقل الشوارع المعتمرة في المخططات العامة وإزاحة بعضها وإغلاق البعض الآخر بمبررات واهية وغير مقنعة مثل الرد بالقول أن الدولة لا تعوض أصحاب الأراضي فيضطرون لاقتسام مواقع المرافق الحكومية وغيرها من المبررات، وبعد أن قاموا بقطع التراخيص للبناء في الحوض المائي لمدينة إب والسماح لأصحاب الآبار ببيع الماء لري شجرة القات في السحول وميتم وتهديد المدينة بالجفاف، وبعد أن قاموا بالسماح لأصحاب الكسارات بالقضاء على الجمال الرباني والبساط الأخضر الذي يمتاز به مركز المحافظة والمديريات المجاورة وتهديد حياة السكان المجاورين بالموت والأمراض الخطرة، وبعد أن قاموا بابتزاز المواطن المغلوب على أمره من أصحاب المحلات التجارية والبسطات والعربيات باسم النظافة ودعم النظافة بالأموال التي يتم جبايتها من أصحاب الفنادق والمكاتب الخدمية الأخرى وبعد أن قاموا بتأجير الأرصفة والممرات العامة في وسط المدينة لأصحاب المحلات لعرض بضاعتهم في طريق المارة مسببين ازدحام حركة السير، وتسببوا في إغلاق منتزه مشورة السياحي بعد ذلك كله لم يجدوا أمامهم وسيلة أخرى لنهب المال العام والتعويضات والتكاليف الغير قانونية، لم يجدوا أمامهم سوى استغلال ما تبقى لهذه المدينة من البساط الأخضر في جبل بعدان ومناطق في مديرية ريف إب وجبلة والمديريات الأخرى المجاورة مستغلين هذه الخضرة لنهب المال العام
من إيرادات صندوق النظافة والأوقاف وغيرها حيث يتم جمعه من أصحاب المنشأت السياحية من الفنادق وكذا من التجار وما يتم جبايته عبر المتسولين باسم السياحة والمهرجانات السياحية من خلال احتفال يوم افتتاح المهرجان والصرف باسم المهرجانات عشرات الملايين من الريالات دون رقيب أو حسيب، هؤلاء يا عزيزي اعتادوا على ذلك ولا يمكن لهم العيش بدون اختلاسات مخالفات وابتزاز وهم على أتم الاستعداد لموالاة الشيطان وبيع الوطن مقابل حفنة من الريالات، ورغم ذلك فإنه لا يزال هناك أمل كبير بجهود القاضي أحمد عبدالله الحجري لمحاربتهم والوقوف أمام أطماعهم وعدم السماح لهم بتنفيذ مخططاتهم الفاشلة التي تستهدف خيرات المحافظة وكل ما هو جميل فيها حتى لا نفقد الأمل ويكون لسان حال أبناء إب فقط رعى الله المحافظ القيسي، لذا نريد أن يكون لسان حالنا رعى الله المحافظ القيسي وأعان الله المحافظ الحجري .. المحافظ الأكثر حرصاً على مواردها وجمالها.