كروان عبد الهادي الشرجبي
القسمة والنصيب
من منا لا يعرف هذه المقولة" المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين"؟
هل رأى احد منكم شيئاً كتوباً على جبينه أو حتى جبين شخص آخر؟
كلما نظرت إلى المرآة أنظر إلى جبيني لكني لم الاحظ أية كتابة عليه لدرجة أني ظننت أن هناك من يقوم بمسح جبيني ليلاً حتى لا أجد هذه الكلمة، ولكني ذات ليلة قمت بكتابة كلمة" نصيب" على جبيني وعندما أفقت وجدت هذه الكلمه على حالها وولم تمسح، على العموم أنا من المصدقين لموضوع القسمة والنصيب في حياتنا، ولكني ضد من يعلق أخطائه ومشاكله على موضوع القسمة والنصيب.
فمثلاً يسعى أب إلى تزويج ابنته على شخص لديه رأس مال وفير ولكن ليس لديه وفرة في الأخلاق والعلم وبالتالي النتيجة هي شقاء الابنة وعدم استقرار حياتها، وعندما نسأل ما السبب نجد أن الجواب هو النصيب.
علماً بأن النصيب ليس له دخل وإنما سعي الأب وراء الثروة متناسياً الأخلاق كان من اوقع الابنة في هذا النصيب المر، وعندما نفشل في عمل ما ذلك لأننا لم نعطه الاهتمام الكامل ولم نبذل الجهد من اجل إتمامة بشكل صحيح .
نعلق خطئنا هذا بمقولة" لم يكن لنا نصيب فيه" مع أننا إذا بذلنا ما في وسعنا وعملنا نجد ؟؟؟؟؟ ما كنا فشلنا وعلقنا على فشلنا بكلمة النصيب.
ويجلس إنسان في بيته ولا يبحث عن عمل ولا حتى يفكر في طريقة تجعله يحصل فيها على العمل، فيقضي ليله ونهاره جالساً، وعندما يٌسال يقول" هذا نصيبي".
إنسان لا يحاول أن يطور نفسه ويموت عنده الطموح ويقول:"هذا نصيبي" أي منطق هذا؟!
لماذا نقول كلمة "نصيب" عندما "نخيب" ولكن عندما "نصيب" ننسى أنه " نصيب"!!.
الهجر
الطلاق - التفكك الأسري وما يسببه من آثار سلبية بالنسبة للأولاد والأسرة معاً مواضيع تطرقنا لها في عدة مقالات في مساحتنا المخصصة لنا، قد يسأل البعض لماذا نذكر ذلك؟ لأني وبكل أسف لم أفكر أن اكتب يوماً عن شيء أسوء من الطلاق وله تأثير قد يكون أكبر أيضاً.. إنه الهجر.
نعم الهجر قد يقول البعض إنه لا يكون وقعه مثل وقع الطلاق ولكن صدقوني قد يكون الطلاق أرحم لان العلاقة الأسرية تنتهي أي أن المرأة تعلم أن حياتها الأسرية أو الزوجية قد انتهت، ولكن من تُهجر لا تعلم شيئاً سوى أنها تركت دونما سبب.
الحقيقة أن أسباب الهجر في أغلب الأحيان تكون بسبب الزواج أي زواج الزوج بامرأة أخرى وبالتالي تكون له حياته الثانية الخاصة به وربما أولاد، فكثير من الرجال يقعون في هذا الخطأ الفظيع إذ يهمل زوجته الأولى ويتركها هي وأولادها دون توفير أبسط الحقوق لها وهي "المصروف" بينما هو في بيته الثاني يقوم بشراء كل ما يلزم أسرته.
فنجد بعض الأمهات إذا كن غير متعلمات أو حتى عاملات يلجأن إلى دفع أولادهن للبيع في الشارع "الايسكريم وإلى آخره" من أجل توفير لقمة العيش!!
وكل ذلك بسبب نزوة الرجل الذي باع أولاده وبيته من أجل الزواج بثانية.
أنا لا اعترض على فكرة الزواج بامرأة أخرى ولكن من الحرام واللامعقول ترك أسرة آخرى تنهار وتتفكك دون أي سبب سوى أن القدر جعل هذا الشخص المتسبب في انهيار"رباً لها" فبدلاً من أن يصون هذه الأسرة ويحافظ عليها ويعدل في زواجه، يكون سبباً مباشراً في شتاتها.
الا ترون معي أن الهجر أشد ألماً من الطلاق.