فارس محمد الصليحي
لا يختلف اثنان من أن المستفيد الأول والأخير من الإرهاب والغلو و التطرف هم من صنعوه ومولوه كونه الغاية لتنفيذ مخططاتهم المرسومة منذ عشرات السنين ولكي لا يفقدوا مصالحهم الاقتصادية المتمثلة في نهب ثروات الشعوب لجئوا لصناعة الإرهاب والتطرف وبدلاََ من أن يكونوا هم المنفذون جعلوا من ينوب عنهم من الداخل من أولئك الشباب المغرر بهم الذين أخذوا الدين من زاوية واحدة وقدموا الفروع على الأصول لأنهم أصلاَ يفتقرون للعلم الشرعي النقي الطاهر ،وكان من الممكن للعدو أن يكتفي بسلاح واحد وهو الإعلام المسموع والمقروء والمرئي الذي وصل إلى كل الفئات والطبقات في العالم ولم يكتف بهذا السلاح لأنه لا يرهق الدماء ولا يقتل الأبرياء وان كان يقتل الأفكار ويزرع الأضرار ويخمد الأخلاق ويفتح الأبواق، ولكنهم يريدون أبناء الإسلام يقتلون بعضهم بعضاَ وينخرون بعضهم بعضاَ باسم الدين والعقيدة والمذهبية والطائفية بل وزراعة فكر وعقيدة ظاهرها رحمة وباطنها عذاب مضمونها مهما قتل أو قُتل فعلى اعتقاد انه على حق وانه شهيد.
والسؤال الملح الذي يفرض نفسه على هؤلاء الشباب الذين يصنعون الموت لأنفسهم والخزي والعار لأمتهم .كيف استطاعت قيادتهم وزعمائهم وكبرائهم أن يسلبوهم العقول والإدراك وان يوقعوهم في شباك الإشراك مهما كانت الظروف والأسباب ولو كان المقصود بالعملية واحداَ من الأحباب ؟،بل كيف أصبح هؤلاء الشباب من كل الفئات الدينية آلة بيد الآخر يحركها كيف يشاء ومتى أردا لا يفرق بين صحيح أو قبيح وبين ما هو معقول ومجهول ،همه الوحيد أن يكون مطيعاَ وشهيداَ وان يمتثل لكل توجيه جديد . يتلقون للأقوال ويبرهنونها بالأفعال ؟!.
بل بمجرد أن ينفذ أحدهم عملية انتحارية وتفجير مهما خلفت من قتل وتدمير سرعان ما يفرحون بقتلهم وتأخذهم العزة والعظمة والبهجة والسرور بل ويتمنون جميعاَ ألو كانوا مع الفاعل المنفذ والمنتحر."إن لله وإن إليه راجعون "وسبحان من سلب من أولي العقول عقولهم .
والعجيب والأعجب والغريب والأغرب أن هذا التخلف والحماس لهؤلاء الشباب دون مشائخهم وقادتهم الذين يشاهدونهم وراء كل عملية يفرحون ويسرحون ويمرحون مع علمهم أن ما قدموه
سوى غنيمة وكبش فداء ليجنوا من ورائه كل ما يطمحون إليه ويهدفون له ليس لهم دور سوى رسم الخطة وإعداد العدة وإيجاد الشقة وتوريد العملة .
أما أن يكون أحد قادتهم هو المنفذ للعملية أو المنتحر فإنه أمر لا يجوز على مذهب العجوز .
لأن الخطوط الأمامية عبارة عن أخبار تراكمية لا تصح للقادة ولا تنبغي للسادة حسب زعمهم .
ولأن القائد قد يفقد فهذا أمر لا يحمد .وحينئذ لا يجدون له بديلاَ لأن صانع الموت لا يكون إلا نادر وقليل وكل هذه الأفعال والتصرفات لم تحرك أي عقل عند أولئك الشباب أصحاب الطاعة العمياء، ورغم هذا يندهش صاحب العقل السليم حينما يدرك انه مهما قتل وانتحر من أولئك الشباب إلا أنهم لا ينتهون لأن صنّاع الموت عندهم القدرة الفائقة على صناعة وإيجاد البديل بنفس الفكر وبنفس الرؤية، بل إن الجديد يأتي عاشقاَ للموت كما يعشق العشاق عشاقهم إلا أن بينهما الفارق هو أن الأول يعشق الفناء والآخر يعشق البقاء.
وقد لا نستغرب إذا كان التابع يتبع المتبوع ويتأثر به إذا كان هو من يضحي أولاَ ، وبمعنى أصح عندما يكون صانع الموت (القائد أو الأمين) هو المتقدم في أول الصفوف لكن المعروف أن الآمر والناهي من كبرائهم وقادتهم مشغول بجمع الأموال ويمرح مع الزوجة والعيال على حساب الشباب المغرربهم... تحيا وتعيش الأسماك الكبيرة لتموت الأسماك الصغيرة ، بل يسكنون القصور ولهم حق التعالي والظهور . يحيون بما شاءوا من النعيم على غرار من ذهبوا بهم نحو الجحيم .