كروان عبد الهادي الشرجبي
لقد انتهى العام الدراسي وانتهت معه محنة أولادنا" الامتحانات"، وعلى الرغم أنها مرت بخير وسلام وهذا ما نرجوه إلا أن هناك الكثير من الأخطاء التي حصلت في أسئلة الامتحانات.
وأنا هنا أتحدث كتربوية رأت المعاناة الحقيقية لطلاب الصف التاسع أساسي، والمعاناة تكمن أولاً في المنهج الدراسي وجدول الامتحانات + أسئلة الامتحانات.
فالمناهج الدراسية بالنسبة لطلبة في سن 14عاماً يعتبر مكثفاً ومرهقاً فإذا نظرنا إلى مادة التاريخ فهي عبارة عن كتابين جزء أول وجزء ثاني وهذان الكتابان يتحدثان عن الاستعمار البريطاني للدول العربية وحركات التحرر والثورات التي قامت مع السنوات والاستعمار الإيطالي والاستعمار الفرنسي كذلك، أضف إلى ذلك الدولة العثمانية وقيامها وسيطرتها على الدول والثورات التي قامت مع السنوات، ويتكلم أيضاً عن الحرب العالمية الأولى والثانية ونتائجها أسبابها ووعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو وإلى آخره.
مادة الجغرافيا تتحدث عن جغرافيا اليمن والبيئة اليمنية مع الخرائط وحفظ الدول وتتحدث عن البيئة بشكل عام في الوطن العربي بأكمله مع الخرائط طبعاً لكل دولة على حدة.
أما مادة الوطنية فتتكلم عن المؤسسات المدنية الموجودة في اليمن إضافة إلى إنشاء جامعة الدول العربية والمنظمة الإسلامية وعن الأمم المتحدة إنشائها ومجالها والأعضاء المنتمين لها ومنظمة الأوبك + الثورات في اليمن أسبابها وقيامها، والحركات التي قامت بالنسبة لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وقيام الوحدة إبتداءً من اتفاقية الكويت وحتى يوم الانتصار على زمرة الانفصال، أما القرآن فهوا كتابان وعبارة عن سور طويلة المعاني والشرح..
والإسلامية: إيمان - حديث - فقه - سيرة . وهي كتابان أيضاً
أن طلبة الصف التاسع هم أساساً أطفال ونسبة استيعاب كل طالب تختلف طبعاً عن الآخر ناهيك عن الذكاء فليسوا كلهم أذكياء، المهم ما أردت أن أوصله هو أن مواد جامدة كتلك التي تدرس لا ينفع أبداً أن يمتحن بها أولادنا في يوم واحد.
فقد كان جدول الامتحانات يشمل مادة الاجتماعيات أي" تاريخ + جغرافيا + وطنية" يعني أربعة كتب تشمل كل ما شرحت سابقاً.
والقرآن والإسلامية في يوم واحد يعني أربعة كتب، وما زاد الطين بلة هي أسئلة الامتحانات.. بما أن الطلاب قد تكلف عناء حفظ هذه الكتب فكان الأجدر أن تكون الأسئلة في كافة الدروس أي التنوع في الأسئلة، والذي حصل في أسئلة الامتحانات أنه تم التركيز على بعض الدروس والبعض الآخر لم يأت منها حتى سؤال واحد، فمثلاً التاريخ دروس الاستعمار البريطاني كلها لم يأت منها شيئاً وكثير من الدروس مثل العربي هناك ست قصائد ولم يأت غير سؤالين من قصيدتين فلماذا هذا طالما أن الطفل أو وأن الطالب قد التزم بهذه الكتب فالأجدر أن تكون الأسئلة من كافة الدروس حتى يوفق في حل كافة الأسئلة.
وأنا هنا لا أحاسب ولكني الفت انتباه وزارة التربية والتعليم إلى أن هؤلاء الطلاب هم أولادنا ونحب أن نرأف بهم ولا ننسى أنهم مازالوا صغاراً.
أنا لا أمانع من تدريس الطلبة هذه المواد ولكنى على الأقل يجب أن يكون الامتحان أو جدول الامتحان مادة في كل يوم أي تاريخ على حده والجغرافيا على حده وهكذا حتى يتمكنوا من اجتياز الامتحانات بتفوق ومعتمدين على ما قرأوه وتعلموه، وليس على الغش.
وهذه مناشدة مني وأعتقد أنها من كل أم عانت أثناء مراجعتها للدروس مع أولادها ..
وأيضاً هي من كافة طلبة الصف الثامن حتى يتم الرأفة بهم العامة المقبل فهم على أبواب امتحانات قادمة.
