محمد أمين الداهية
انتشرت الدراجات النارية في العاصمة وبعض المحافظات بشكل كبير وملفت دون أن يوجد أي قانون يضبط ويحدد استخدام هذه الدراجة النارية التي غالباً ما تكون سبباً في نهاية بشعة للكثير من سائقيها المتهورين الذين ربما لا تعني لهم الحياة أي شيء، فمن يدخل إلى أغلب المستشفيات وبالذات مستشفى الثورة العام ومستشفى الجمهوري "قسم الطوارئ" يرى الكثير من الأهوال والحالات التي لا يستطيع الإنسان منا الاستمرار بالنظر إليها، إن مثل هؤلاء من سائقي الدراجات النارية يسيطر على عقولهم عامل التهور والطيش ويتسببون في أذى كبير لأنفسهم وللآخرين.
إن حوادث الدراجات النارية من أخطر الحوادث وبالدرجة الأولى على سائق الدراجة الذي قد ربما يفقد حياته في لحظة طيش وتهور وحركات استعراضية في خطوط رسمية خطيرة الحادث فيها متوقع في أي لحظة، فعندما يقوم بعضي الانتحاريين من سائقي الدراجات النارية بعرض مهاراته في خطوط رسمية سريعة تعج بأنواع السيارات، فبتهور وسوء إدراك للخطر يتفنن سائق الدراجة إما بعكس الخط أو بالتجاوز أو بتعدي مخالف لا شارات المرور وغير ذلك من التفنن الأحمق الذي يقود إلي نهاية وخيمة لا يحمد عقباها فمثل هؤلاء الانتحاريين يتسببون في الإلضرر بأنفسهم ومن يتورطون معهم في الحادث من أصحاب السيارات الأخرى والذي لابد أن يتحمل المتورط في حادث الدراجات النارية أعباءً جسيمة سواءً كان صاحب السيارة هو المخطئ أم لم يكن، فلا بد من أن يدفع الثمن يجب أن يعلم هؤلاء المتهورين من سائقي الدراجات النارية أنهم يتسببون في مضايقة الآخرين وفي مشاكل هم في غنى عنها.
أن الدارجة النارية أصبحت الآن مصدر رزق للكثير من الناس وساعدت بعض الشيء في الحد من البطالة، وكلنا يجب أن يعي ويعقل أن سائقي هذه الدراجات يجب أن يطبقون آداب استخداماتها والحفاظ على أنفسهم أولاً وعلى دراجاتهم كمصدر رزق، ويجب أيضاً أن يتحلوا بالذكاء والنباهة ويستفيدون ويعتبرون من أخطاء من سبقوهم وإلى المقابر وإلى المستشفى والإنسان الحكيم هو الذي يدرك أنه ليس ملك نفسه وإنما هو ملك للآخرين وخصوصاً لأسرته ومن يعو لهم، نتمنى أن يقدر سائقوا هذه الدراجات الحياة وأن لا يجلبوا التعاسة والحزن لأهلهم وأحبائهم، كما نتمنى أيضاً وبالتحديد من إدارة المرور والجهات ذات العلاقة أن يوجدوا قواعد وقوانين وشروطاً لا ستخدام هذه الدراجات من جميع النواحي وتفعيل شعار السلامة للجميع، وسلامة سائقي الدراجات النارية مرهونة بأخلاقهم وشعورهم بأنفسهم والآخرين وأسلوبهم في قيادة هذه الدراجات.
ويكفي ما نراه من مآسي في المستشفيات ومآسي في البيوت يسببها بعض المتهورين لأسرهم الذين تضيق عليهم الأرض بما رحبت عندما يتخبطون من مكان آخر ومن شخص لشخص يبحثون عمن ينقذهم ويوفر لهم المال الذي لا بد أن يدفعوه لعلاج مصابهم وإنقاذ حياته.
فلا يخرج المصاب من المستشفى إلا وقد حمل نفسه وأهله أحمالاً من الديون.
وكل ذلك بسبب لحظة طيش وتهور، فيا أيها العقلاء لكي تحرصوا على سلامتكم وسلامة الآخرين يجب الالتزام بالقيادة السوية والأخلاقية لدراجاكم والابتعاد عن أبسط المخالفات التي يمكن أن تكون سبباً لحادث مؤلم لا يحمد عقباه .
واجعلوا الشعار التالي نصب أعينكم "القيادة فن وذوق وأخلاق".