محمد أمين الداهية
التدخين وباء قاتل يصيب المدمن عليه بأخطر الأمراض المزمنة والمستعصية ويتسبب في مشاكل متعددة يصل تأثيرها إلى مستوى الأسرة الذي يصبح شغلهم الشاغل كيف يوفرون متطلبات مريضهم المادية والتي لا بد أن تتوفر، فالأمراض التي سببها التدخين أمراضاًَ مستعصية ويتطلب علاجها الكثير من المال والجهد، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يتجاهل المدخنون مثل هذه الحقائق ويغضون الطرف عن مخاطر التدخين وما ينجم لمدمني والدخان من أمراض بسبب إدمانهم وإفراطهم في تعاطي الدخان بأشكاله المختلفة سواءً السيجارة أم الشيشة فلا يوجد فرق من مقدار السموم بين أنواع ووسائل التدخين.
ونشكر الدكتور ربيع العنسي الذي يسعى جاهداً في رسائله وأطروحاته لمكافحة التدخين وتقديم الإحصائيات والأمراض التي يسببها التدخين بمختلف أنواعه، ومن هذه الإحصائيات ما يلي:-
1- إن شخصاً واحداً يموت كل 6 ثوانٍ ونصف الثانية بسبب التدخين.
2- أنه خلال نصف القرن الماضي مات حوالي 60 مليون شخص من أمراض التدخين، وهو ما يعادل عدد قتلى الحرب العالمية الثانية.
3- إن معدل الوفيات بسبب التدخين أكثر من 25 مرة من معدل الوفيات الناتج عن حوادث المرور والخمر والتسمم والقتل والإيدز مجتمعة.
4- إن ما يقارب 50% من المدخنين يكون التدخين سبب وفاتهم في سن مبكرة
5- يشكل التدخين 80% من وفيات سرطان الرئة وأكثر من 20% من وفيات أمراض القلب.
* أما الأمراض التي يسببها التدخين فهي متعددة وكثيرة جداً ومنها:-
1- السكتة القلبية.
2- تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، كذلك أمراض الرئة بمختلف الأشكال، وأيضاً يؤدي إلى زيادة معدلات السرطانات المختلفة ومن أهمها سرطان الرئة والحنجرة والفم و المريء و المعدة والبنكرياس و الكلى والمثانة و سرطان الدم، وكما يؤدي التدخين إلى أمراض الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة والاثنى عشر وفقدان الشهية والتذوق وظمور الكبد والتهابات القولون و ويؤدي التدخين إلى قلة التركيز وتشتت الذاكرة ويزيد من نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية، أما بالنسبة للأم الحامل فيؤدي التدخين إلى نقص في وزن الجنين وضعف نموة أو ولادته ولادة مبكرة ويصبح بها المولود ضعيف البنية لا يقوى على مقاومة الأمراض والعدوى، وإلى جانب هذا لا ننسى التدخين السلبي وهو استنشاق المحيطين والمخالطين للمرض لدخان السيجارة أو الشيشة أو غير ذلك من وسائل التدخين فيؤثر المدخن سلباً على من حوله، وهذا الدخان الذي ينبعث من المدخن أكثر خطورة على الآخرين، فهو يحتوي على السموم التي رفضتها رئة المدخن فيستقبلها المحيطون به مما يؤدي إلى تعرضهم لأمراض التدخين بأشكال مختلفة، ويؤدي التدخين السلبي إلى موت الرضع دون السنة موتاً مفاجئاً دون سبب مسبق.
إذاً أخي المدخن وبعد هذه الإحصائيات والأمراض التي سببها التدخين، نتمنى أن تكون هناك مبادرة فعالة وعزيمة قوية لترك هذا الإدمان الذي تعاطيه لا يجلب إلا الضرر والمخاطر على الصحة فالعافية والسلامة هي أهم ما في هذه الدنيا ولا معنى للحياة إذا كان الإنسان أسيراً للأمراض الفتاكة التي تهدد حياته وسلامته.
إن الإنسان العاقل ممن أصيب بهذا البلاء الذي يسمى التدخين وأدمن عليه، فإذا كان حريصاً على حياته ولا يريد أن يجلب لنفسه والآخرين المتاعب فلا بد أن يبحث عن الأفكار والوسائل التي تساعده على الإقلاع عن هذه العادة السيئة، لكي يرتاح وينعم بنشاط دائم وصحة جيدة.