علي منصور مقراط
من حسن حظ اليمنيين أنهم كانوا في ال 17 من يوليو من العام 1978م على موعد مع القدر وكانت مشيئة الله جل جلاله معهم أن وهبهم بواحد من خيرة الرجالات الأفذاذ يخرج اليمن من المأزق وحالة التوتر والخطر الذي أحدق باليمن في تلك الأوضاع التي وصلت بها أحوال البلاد والعباد من انفجار وشبه انهيار بعد مقتل ثلاثة رؤساء من شطري اليمن آنذاك في غضون أشهر. . . ولكن قدرة الخالق أن يأتي القائد الشاب علي عبد الله صالح ليتولى كرسي الرئاسة المحفوف بالخطر. . . جاء الرئيس الصالح وكان كما قال حاملاً كفنه بيده إلى سدة الحكم منتخباً بشكل ديمقراطي غير مسبوق من قبل أعضاء مجلس الشعب التأسيسي.
* الحاصل أن الزعيم الذي جاء في تلك الفروق الكارثية التي كانت تمر بها اليمن بإجماع مجلس الشعب التأسيسي قد استجاب أو قبل كرسي الرئاسة المقترح حينها جاء بعد أن اعتذر قبول رئاسة اليمن عدد من كبار رجالات الدولة الذين هم أعلى مسؤولية وتجربة من الرئيس، ونظراً لتكلك الأوضاع السيئة لكن شجاعة وجسارة الرجل وحباً لإنقاذ وطنه وأبناءه جعله يغامر بحياته لأجل أمنه، وكانت الحكمة والاستفادة من تجارب سابقة قد ساعدت على انتصار صالع لبلده متخطياً المخاطر والماسي والتحديات التي تعيشها البلد وبعزيمة وإرادة القائد المخلص إجتاز المشهد اليمني الكارثي الذي وصلت إليه اليمن بشطريها آنذاك.
* الثابت أن حنكة الزعيم وقدرته في إدارة الأحداث والمواقف والأزمات قد مكنته من العمل على تحقيق الانفراج السياسي واستيعاب كل القوى السياسية وإخراجها من حالة العزلة والاحتقان بإنشاء المؤتمر الشعبي العام كتنظيم سياسي احتوى كل التيارات بعد إعداد وإشهار الميثاق الوطني، ومضى الرجل بوتيرة عالية في ترتيب البيت اليمني وتشييد المشاريع الخدمية والإنمائية وعلى هدي الأهداف السامية للثورة اليمنية الخالدة إتجه تركيزه للحوار مع قيادة جنوب اليمن لأجل التوقيع على العمل الوحدوي والذي توجفي 30 نوفمبر 89م وفي 22 مايو 1990م نزل إلى عدن ورفع علم الجمهورية اليمنية الفتية الموحدة وأنهى بذلك ماسي التمزق والتشطير وكانت الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة رديفاً للوحدة المباركة.
* إن الرئيس علي عبد الله صالح الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه ونذر كل وقته وراحته وصحته طوال ثلاثة عقود لخدمة وطنه وشعبه وما زال في قمة الهرم يواصل المشوار يعتبر من زعماء الأمة القلائل الذين وهبوا أغلى سنوات العمرلأجل بناء أوطانهم وترجمة إرادة شعوبهم بتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، ومن هنا لا يمكن لكاتب أن يختزل عظمة إنجازات زعيم بحجم الرئيس الصالح في مقالة بهذه المناسبة الغالية على قلب كليمني شريف.
* بقي القول أن 17 يوليو يمثل يوماً تاريخياً عظيماً وبعد الانطلاقة الحقيقية اليمن أرضاً وإنساناً ويجب أن يكون محط فخر واعتزاز كل اليمنيين ويسجل في أعماق تاريخ الأمة اليمنية وسيظل الرئيس علي عبد الله صالح الزعيم الخالد الذي سكن أعماق قلوب ووجدان أبناء شعبه كونه حمل كل آمالهم وترجمها على الأرض وما زال يواصل المسيرة بكل حب ووفاء وإخلاص.
تحية لك أيها القائد البطل والزعيم الفذ في ذكرى 17 يوليو. . . وسلام عليك يا من صنعت أمجاد وطنك وانتصرت لإرادة شعبك وهنيئاً لنا زعيماً خالداً ومسكوناً في القلوب، والله على ما نقول شهيد. . .