كتب/ منيف الهلالي
لقد كشف النقاب عن الحملات المسعورة التي يشنها اللوبي الصهيوني على المسلمين وأضحت كل مخططاته واضحة للعيان ورأى القاصي والداني ما يُحشد من قوة لتغريب الأمة الإسلامية عن عقيدتها وأخلاقها.
أنا هنا لا أتحدث عن العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان والعراق تنفيذاً للمخطط الصهيوني ولن أتحدث عن إثارة النعرات ودعم المتمردين وضعفاء النفوس في أوطاننا العربية ولكني سأتحدث هنا على الحرب الإعلامية الشرسة التي تهدف إلى ضرب الدين الإسلامي ومعتقدات المسلمين والتي كان أعداء الإسلام يقومون بها تحت جنح الليل وبطرق سرية حتى فترة قريبة من الزمن.
بينما أصبحت الآن هذه الحروب موازية للآلة العسكرية التي تدنس ترابنا وتقتل أبناءنا وتهتك أعراضنا وربما أكثر جرأة من المواجهات المسلحة.
ففي الأيام الماضية نشرت صحيفة دانمركية رسوماً تسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كبداية لجس نبض الشارع العربي والإسلامي واستطلاع لردة فعل المسلمين تجاه من يقوم بالطعن في دينهم، حينها قامت بعض المظاهرات الغاضبة واستنكر المسلمون هذا الفعل وباشرت بعض الدول العربية والإسلامية مقاطعة المنتجات الدنمركية، ولكن عندما أعادت بعض الصحف الدانمركية والألمانية نشر تلك الرسوم المسيئة للدين الإسلامي كانت ردة الفعل من المسلمين أقل من سابقتها حتى وصل الحال بالمسلمين إلى التجاهل والتنديد الأخرس، مما أتاح الفرصة لأعداء الإسلام بالتمادي في إهانة مشاعر المسلمين والعبث بالقرآن الكريم فقد أظهرت شاشات التلفزة الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان وهم يشنون حرباً لا هوادة فيها على المصحف الكريم (القرآن) فتارة يضعونه أمام مرمى بنادقهم ليطلقون عليه النار وتارة أخرى يقطعونه ويدوسونه بأقدامهم و يرمونه في المراحيض وأماكن القاذورات ثم بعد هذه الحادثة المؤلمة بأيام قليلة تناقلت بعض وسائل الإعلام خبراً فحواه أن موقعاً إلكترونياً باسم (قرآن نت) تموله الخارجية الإسرائيلية قد حصل على المركز الأول من حيث قوة انتشاره وعدد زواره، وللعلم أن هذا الموقع الذي أنشأه اللوبي الصهيوني سراً وأعلنت الخارجية الإسرائيلية دعمه علانية يُعد من أخطر المواقع التي زرعها العدو في الشبكة العنكبوتية في حربه الفكرية على الإسلام والمسلمين والسبب أن ظاهر هذا الموقع فيه الرحمة وفي باطنه العذاب بمعنى أن الزائر لهذا الموقع يرى آيات قرآنية وأحاديث وقصص إسلامية ولكن الآيات القرآنية والأحاديث تفسر بغير تفسيرها الصحيح وبطريقة تشوه الدين الإسلامي وتفسد العقيدة وتشكك في مصداقية الرسالة المحمدية وتظهر المتمسك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة بأنه إرهابي ومتخلف، كما أن في هذا الموقع تدس الأفكار المقصودة في غير مجالاتها الأصلية بهدف زرع فيروسات في عقول المسلمين تؤدي إلى تدمير عقيدتهم وهويتهم الإسلامية كل هذه الحروب الشرسة التي يشنها أعداء الإسلام علينا فكرياً وعسكرياً ونحن مازلنا غارقين في مستنقع التفكك والعداء البيني، مسلمين كياننا لعدونا كي يصب فيه جرعاته الإعلامية المركبة بعناية ليدفعنا إلى التخلي عن أعز ما نملك، ألا وهو العقيدة الإسلامية التي تقف اليوم وحدها للتصدي لهذا العدو على قلة ما بأيدينا من وسائل الدفاع والتصدي، يؤلمني جداً حال هذه الأمة فبالرغم من شراسة عدوهم واحتمال نجاحه في إثارة النعرات والقلاقل التي لا يكاد قطر عربي يخلو منها، نجد هذه الأيام الشباب وربما الشيوخ متسمرون أمام شاشات التلفزة لمتابعة المسلسلات التركية المد بلجة (سنوات الضياع – نور) وهي تغذي الأجيال بكل أصناف المسخ وكل أنواع الانحلال الأخلاقي التي تفنن في إتقانها كلاً من يحيى ورفيف في سنوات الضياع ومهند ونور في مسلسل نور وأيضاً باقي الشلة من أحفاد كمال أتاترك الزعيم الروحي للعلمانية التي تدعو إلى كل هذا الانحطاط الخلقي.
عجيب أمر أرباب الأسر الذي يسمحون للفتيات المراهقات وأيضاً الشباب بمشاهدة تلك اللحظات الساخنة التي تشير إلى أدب الفراش والجنس وجسد المرأة بطريقة مثيرة جداً، ويقال أنها تتكرر في كل حلقة من حلقات المسلسلات طويلة المدى.
كان الله في عون الشباب والشابات الذين يشاهدون هذه الدراما الوافدة التي تنقل لنا حياة مجتمعات تخلت عن المبادئ والقيم الإسلامية وهرولت خلف ما يسمى بالتحضر ومسايرة العصر.
أنا لست ضد الدراما الهادفة ولكنني مع المثل القائل: من خرج من جلدته جفّ...