كروان عبدالهادي الشرجبي
خيط رفيع بين ما يقال وما ينبغي كتمانه.
هناك أسرار يشعر المرء بأنه يجب أن يحتفظ بها لنفسه.. كأن تخفي الزوجة عن زوجها أموراً تتعلق بصديقاتها وما يحدث في الجلسات بينهن، وأن يخفي الزوج أموراً خاصة جداً بعمله وأصدقائه وغيرها.
أما الأمور التي تخص الحياة الزوجية والأسرية والأولاد فلا بد من المصارحة فيما بين الزوجين حول هذه الأمور.
من الطبيعي أن يكون لكل إنسان أسرار خاصة لا يفشيها لأحد حتى وإن كان مقرباً إليه فليس لزاماً أن يحكي الزوجان ما يحدث بينهما، فهناك أمور خاصة مثلاً كأن يكون الزوج متزوج من قبل فلا يحق للزوجة سؤاله"عما كان" وكذلك الزوج يجب أن لا يتحدث حول هذا الموضوع حتى لا يؤثر على نفسية الزوجة، لأن هذه الأمور ما دامت قد مرت ولم تترك أثراً ظاهراً فلا داعي لذكرها.
وهناك جانب آخر من الأسرار يجب أن يخفيها كل من الزوجين وهي حول آراء الأقارب فربما يتعرض الزوج لموقف يسمع فيه إلى رأي الوالدين وأحد الأقارب في تصرفات زوجته فعلية في هذه الحالة أن يضع في حسابه عدم إخبارها ويحاول يجعلها أن تعدل من السلوك أو التصرف الذي يرفضه المحيطون بما، دون أن يذكر أهله أو أقاربه وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، لذا فالحكمة مطلوبة دائماً لاستمرار الحياة.
فالزواج علاقة تعاقدية بين رجل وامرأة يتم بها القرب والود وهي علاقة يشترط فيها الأبدية.
ولذلك الأسرار التي يحكيها الزوج لزوجته، ستكون لا محالة في بئر لا قرار له.
إن حدود الأسرار بين الزوج وزوجته مسئلة نسبية، فهي بحسب العلاقة بين الزوجين، فهناك علاقات زوجية يذوب فها طرفاً العلاقة ويصبحان شيئاً واحداً.
وهنا لا يمكن أن تكون هناك حدود، ولكن من الطبيعي أن يسعى الطرفان إلى احترام مشاعر كل منهما للآخر، وأن يتم وضع خطوط حمراء بين المتاح وغير المتاح.
وفي الأخير.. إن الأصل في العلاقات الزوجية الصراحة، خاصة في مجال المعيشة والهموم اليومية.