;

المحكمة التي تخدم أميركا 862

2008-07-20 19:24:44

أخبار اليوم/محمد أمين الداهية

يبدو أن أميركا واثقة جداً في حلفائها العرب وموقنة بأن أي مشروع تخطط له في الوطن العربي  سيلقى الدعم اللازم والموافقة حتى دون إشعار مسبق، فبعد أن حققت حلمها في العراق وجعلتها تحت الإنذار والسيطرة الكاملة فها هي اليوم تسعى وعن طريق المحكمة الدولية التي هي رهن إشارتها للتدخل في الشؤون السودانية فتبسط ذرائعها وتوجه التهم للزعيم عمر البشير بارتكابه جرائم ومجازر ضد أبناء دارفو نفس الذريعة التي حاكمت بها الزعيم البطل صدام حسين بعد أن فشلت وعجزت عن تبرير غزوها للعراق هكذا هي أميركا عندما تريد البسط على ثروات البلدان العربية، أو عندما تشعر بأن هناك من يرفض الخضوع لجبروتها الظالم، إن محكمة الجنايات الدولية قد فقدت مصداقيتها على مستوى العالم، فهي الآن وبكل وقاحة تناقش وتسعى لإصدار حكم باعتقال الرئيس السوداني/ عمر البشير أي اعتبار للشعوب العربية واستقلالها وزعمائها، وكأن هذه المحكمة لا تعمل إلا لخدمة أميركا التي توجهها كيف تشاء، فأي مصداقية لمحكمة سيرها زعماء الإرهاب في العالم، أين هذه المحكمة من الغزو الأميركي للعراق وقتل أكثر من مليون عراقي؟ أين هذه المحكمة من الانتهاكات التي مارستها القوات الأمريكية والبريطانية على شرف وكرامة أبناء العراق في أبو غريب؟ أين هي المحكمة أساساً من الغزو الظالم لبلاد العراق، ماذا فعلت محكمة الجنايات الدولية فيما ارتكبه ويرتكبه الإسرائيليون من مجازر بشعة في كلٍ من فلسطين ولبنان، أيعقل أن المحكمة لا تدري بما يحدث في غوانتانامو من انتهاكات وممارسات إجرامية ضد المعتقلين، أي إنسانية يتحدث عنها هذا "أوكامبو"، إن الإنسانية والعدل في المحكمة الدولية لن يتحققا إلا بمحاكمة كلٍ من جورج دبليو بوش وتوني بلير وأولمرت، هؤلاء الذين أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء من الملايين الذين لا ذنب لهم، هؤلاء الثلاثة ومن معهم هم صناع المجازر التي يرتكبونها أمام مرأى ومسمع من العالم بأسره، وهؤلاء هم من يجب أن يحاكم، أما الزعماء العرب فليسوا لقمة سائغة لأميركا متى ما أرادت ابتلعتها، يبدو أن أميركا قد  غرها تجاوب بعض فئات الشعب العراقي من الذين خانوا وطنهم وباعوا زعيمهم وأجرت بذلك قياساً لكل الشعوب العربية لأنَّ الشعوب العربية تكن لقاداتها وزعمائها الحب الذي لا يتزعزع وبالذات عندما يكون هناك تدخل أجنبي ظالم، وقد ظهر ذلك من خلال موقف الشعب السوداني وبما فيه المعارضة السودانية، حتى وإن وجد العلماء والخونة فما هم إلا قلة ومنبوذين من قبل شعوبهم، وما دام الشعب مع قائده في مثل هذه الظروف عندما توجد مؤامرات أميركية تستهدف في حقيقة الأمر ثروات الشعوب العربية وليس زعمائهم فلا داعي للقلق أو الخوف، أيها العرب إياكم أن يسيطر عليكم العمى والجهل وتسمحون لأي عدو طامع في ثروات أوطانكم بالتدخل في شؤونكم مهما كانت الظروف ومهما كان موقفكم من قائدكم وزعيمكم، ويكفي ما تمر به العراق اليوم من خضوع وإذلال وقتل وأسر يقوم به الغزو ضد أبناء الشعب العراقي ناهيك عن ثروات العراق التي أصبحت في قبضة الغاصب المحتل، وكما هو ملاحظ على مستوى المحكمة الدولية التي تستغل الظروف الداخلية للبلدان العربية وما تمر به من نزاعات فتفرض هيمنتها ذات الطابع الأميركي باسم العدل، ولكن ورغم ذلك ما هي إلا المفتاح الذي تستخدمه أميركا لفتح منافذ تسطو من خلالها وتتدخل في الشؤون العربية مستخدمة القوة لإخضاع الدول العربية وجعلها تحت سيطرتها، نتمنى من الزعماء العرب أن يقفوا وقفة جادة وأن يعبروا عن رفضهم لمثل هذه الذرائع التي تأتي عن طريق محكمة الجنايات الدولية، لا بد من وقفة عربية قوية تجاه ما يحدث من استهتار وعدم احترام للشعوب واستقلالها، فما أمسى في جارك أصبح في دارك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد