بقلم/ سمر محمد عامر
إلى متى هذا التخلف في ميدان العلم؟!
إن عالمنا الإسلامي مهدد بعدو أنكى من الصليبية والصهيونية والشيوعية جميعاً، وما لم نعمل جادين على القضاء على هذا العدو فإنه ولا ريب قاضٍ علينا، وهذا العدو يواجهنا في أكثر من ميدان أحدها ميدان العلم ففيه نخدع أنفسنا حين نستكثر من المدارس والجامعات بمناهج تبني عقولاً وتؤصل ثقافة وتنشئ علماء وعباقرة يخترعون بدلاً من مباهاتنا بما نشتريه من البلاد الصناعية.
لا نريد تخريج كتب أو ببغاوات تعيد ما درسته في جميع مراحلها العلمية دون التجديد فيه.
فالتعليم الثانوي الذي لا يستوعب آخر التطورات العلمية تعليم متخلف لا يؤهل أبناءه لدراسات أعلى والتعليم الجامعي الذي لا يأتي بجديد تعليم عقيم، إذ لا فائدة من الإعادة والتكرار وعدم مواكبة الاكتشافات العلمية الجديدة، فالغربيون وصلوا إلى التساؤل عن وجود أسماك تلد وحاولوا بناء حياة للإنسان تحت الماء، أما الشرق فإنهم ما زالوا يتجادلون في مسألة فندق أو تمهيد طريق أو ما إلى ذلك من المهاترات الكلامية البحتة، إن الحياة في سير مستمر وتيارها متجدد دائماً وكل جيل مسؤول أن ينجب جيلاً أرقى منه عقلاً أو أعمق علماً والثقافة العميقة تحمل تلقائياً على الابتكار أنه مما يزري بنا حقاً أن نعيش على آراء وأفكار الآخرين لكأنما لديهم عقولاً ونحن لا.
فنستورد مهندساً وطبيباً وزراعياً ومحاسباً ومدرساً وهكذا، أما الذين تخرجونهم واضعين أياديهم على وجوههم يلعنون حظهم التعس لكأنهم بعلمهم ودراستهم العليا لم يزيدوا على أن محو أميتهم وتعلموا قشور العلم فقط.
وبهذا تظل أمة مستهلكة وغير منتجة ونظل أتباعاً ولن نصل إلى دفة القيادة أبداً.
الواقع أن مدارسنا تواجه ضحالة في دراستها الابتدائية التي من خلالها يصل المتعلم إلى الجامعة وهو غير مؤهل للدراسة الإعدادية فما بالنا بالدراسة الجامعية فتضطر الجامعات لاستقبال الكم الهائل من الطلاب بدون اختبارات قبول للطلاب وتبدأ بتصفيتهم كما يصفي السوس من القمع فجامعاتنا تمنح شهادات ولا تخرج متعلمين.
إننا نكن في حياتنا وكياننا الاجتماعي هذا المرض الفتاك ومن لم يقض على أمراضه قضت هي عليه.. وفهمكم كفاية.