بقلم/عبد الباسط الشميري
يبدو إن أقل ما يمكن أن يوصف به الوضع الحالي في الوطن العربي أنه أسوأ عصور الانحطاط على الإطلاق فالوقت الراهن وبما يحصل من تبعات يعد كارثياً وفي شتى مناحي الحياة إلا إذا كانت درجة التشاؤم عندي قد بلغت مبلغها وهذا ما لم يحصل ولن يكون.
قد يكون الواقع المعاش غير مستقر وتفجر الأزمات والصراعات في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال وجيبوتي والصحراء الغربية وهلم جرا.
والقادم أسوأ ورغم هذا اعتقد أن درجة التفاؤل عندي ما تزال مرتفعة والإحباط لم يداهمني بعد ولله الحمد، صحيح أن الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه يرزح غالبية سكانه تحت خط الفقر والبطالة تزداد رقعتها والأمية مساحتها في اتساع وتمدد فثلث امتنا أميون.
هذا على الرغم من كل الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها هذا الوطن التعيس من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه وفوق كل هذا يأتي من يقول لنا إننا محسودون وعلى ماذا؟
على الجوع والفقر والمجاعة والأمراض؟!
يا سبحان الله وحتى الحسد صار درجات فالبعض محسود على الرزق، وآخر على العلم، وثالث على الصحة، ورابع على الجاه والسلطان لكن الذي نستغرب له هو العرب على ماذا يحسدون وقلوبهم شتى وأرضهم مستباحة وأموالهم (لا تغني ولا تسمن من جوع).
وخلافاتهم الدائمة تقوض كل فرص النهوض فما الذي يحسدون عليه إذاً؟
أسئلة تبدو محيرة ومقلقة وقد يكون الموت في هذه الحالة نعمة من الله لا الحياة في واقع بائس كهذا لم يعد لها معنى سوى الفقر والجوع والتشرد...
إننا وبصريح العبارة كأمة عربية تواجه عقبات ضخمة لم يسبق لها مثيل زد على ذلك أن هناك دولاً عربية ابتلاها الله بالقحط والجفاف والفقر والحرب معاً كالصومال وجوارها والذين لا تكاد تهدأ لهم حرب هنا أو هناك ألا وأشعلوا أخرى وكما نرى التحركات المتواصلة على الحدود بين جيبوتي واريتريا وقبل ذلك ما بين ارتيريا والسودان وقبلها بين ارتيريا واليمن وهكذا هي السيناريهوت تتواصل ومن يدري ماذا تحمل لنا الأيام والشهور القادمة؟؟
الم أقل لكم أن القادم أسوأ لكن ما يطمئنني أكثر أنه ما يزال لدي بصيص من أمل في المستقبل والمستقبل وحده قادر على صنع التغيير إلى الأفضل....