الشيخ سراج الدين اليماني
مسؤول شؤون التوجيه في المراكز الصيفية بوزارة الأوقاف والإرشاد والباحث في شؤون الإرهاب.
جاء في صحيفة المصدر ليوم الثلاثاء "15 يوليو" في العدد 34 مقالاً للماوري مزين بالوشايات والنكايات وإظهار المكايدات والمزايدات على حساب بعض زعماء الأمة العربية الرجال الذين لم تمرغ أنوفهم بالسجود للأسياد الذين هم في الحقيقة لا نقبلهم أن يكونوا عبيداً لهؤلاء الزعماء، لولا تغير الأحوال من رديئة إلى أردى من الرديء بسبب التخاذل العربي وتشتت صفهم وتفرق كلمتهم ما آل إلى ضعف قوتهم مما جعلهم لا يقوون على المواجهة أو الصمود في وجه المعتدي المغالب.. فمن يتابع مقالات وكتابات الماوري يجدها في غاية من القوة والدقة وإن كان فيها بعض التزوير وتحريف الكلم عن مواضعه، بل والتلفيق والدس، وأنا في رأيي أن هذه الكتابات لم تأت من فراغ وإنما أوتيت من إيعاز وتمويل من قبل الأسياد في البيت الأسود اليهودي، فصاحبنا ما هو إلا بغبغان ناطق فصيح لكلام أسياده فجهر بها وأعلى بها صوته وثبت أصابعه عن الارتعاش ببث كلام الأسياد الذي يعتبر كالسم الناقع والعلقم المر على المسلمين والعرب الميامين.
ففي كتابات الماوري أكبر دلالة على تثبيت العمالة للأسياد لأنه يكتب معلومات استخباراتية قومية وإقليمية ومحلية وليست كتابة مقالات يستفيد منها كل من يحتاج لها أو تقع عينيه عليها في الصحف والمجلات والمواقع، هذه الكتابات المقصود منها الإيقاع بين الحكومات العربية والإسلامية مع شعوب الغرب المتخلفة أصحاب أكبر مشروع إرهابي واستيطاني في المنطقة العربية، فهذه الكتابات لا يقرأها إلا رجال المخابرات الذين يدلون بمعلومات لقادتهم ولو اختلاقاً عند ما لا يجدون أخباراً ينقلونها حقيقية، فمن أجل مواصلة الدعم والعطاء يصرون على إثبات أن أقوالهم حقيقية وما هي إلا من إيحاءات الضمائر الميتة والفاسدة، فهذه كتابات الماوري يستفيد منها إلا المتربصون بأقوامهم لصالح أسيادهم ليحصلون من وراءها المقابل الذي هو الطعم الذي أسال اللعاب وملئوا منه الجيوب والجراب فصارت ضمائر خراب بباب وهم إن شاء الله في أفول وتباب.
فمن يتابع كتابات ذلك الحدث الجاهل الذي يكتب بأسلوب المظلوم المعتدى عليه وكأنه حمل وديع وهو في الحقيقة كما يقال أن وراء الأكمة ما وراءها.
يحشد الأقوال السوقية والألفاظ الاستخباراتية والعناوين الاستفزازية ذات اللهجة المستهجنة التي تكون واثقة مما قالت، وإن القول ما قالت فواجب أن تصدقوها وتأخذوا بقولها ويصدق عليها قول الشاعر:
إذا قالت حذام فصدقوها إن القول ما قالت حذام هذه كتابات مرة لأن أصحابها مكبلين بقيود الأسياد وليست بحرة، فهي من إيحاءات الشيطان الأكبر الذي يملي على أتباعه ما يريد، فإن خضع وأناح واتبع فذاك هو وإن لم يخضع ولم يستكن لهم فالويل له والويل له، وإلا ماذا يعني لنا سر كلمات هذه المقالات هذه المقالات تحتوي على إثارة النعرات والسلاليات والمذهبيات والتعصبات وإثارة الفتنة وإشعال نارها، وإذكاء أوارها، ففيها تغييب للحقائق وفيها إنزال أحكام تنبئية عن بعض الأفراد والقادة في المجتمعات العربية والإسلامية، فتصير هي بعد أيام أو شهور فهم يتكلمون بما يوحى إليهم، بل ويأزهم عليها أزاً، فهي عمل من نوع استخباراتي ولا تمت للصحافة بأي صلة، وهذا من شأن الصحف المتخصصة التي تقوم على هذا المجال، أما الصحف التي تعني بأمور المجتمعات وما تعاني منه من ظلم وفساد وإرهاب وغيرها فإنها لا تسمح لكتابها بأن يتعدوا الحدود ويخترقوا الموانع والحواجز والسدود حتى يسببوا للصحيفة الشوشرة والمساءلة القانونية لأنه خرق في قانون الصحافة وصار أشبه بقانون الوقحين من أهل النذالة والسخافة، وكذلك ما يسبب للصحيفة التكودن والركون في المكاتب والأكشاك وإعراض الكثير من القراء عن مطالعتها لأنها سمحت لهؤلاء الكتاب بأن ينشروا نتنهم على صفحاتها، فكما قيل فأنا الجاني وغيري هو المعذب أو أنا سبب نفسي بنفسي "جبت صبعي صوب عيني"، فهؤلاء لا يكتبون من أجل الرأي العام، ولا من أجل السواد الأعظم من الناس، ولا من أجل قضايا الناس والمطالبة بحقوقهم، وإنما يكتبون من أجل حاجة في نفس يعقوب فإن مد الله في العمر فسيكون للموضوع بقية.