عبدالله منصور علي الرصين
هناك من يشعر بك ويخاف على مشاعرك، وهناك من ضعف أحساسه بالآخر ولا أقول خلا أو عدم منه ولكنه قد يجرحك حتى يميتك.
النوع الأول يعرف جلاسه أو أصحابه، فمن يتحدث ويخوض في أي موضوع يحذر تماماً من أن يسيء إلى مشاعر أحد من الحاضرين أو الغائبين، وهو لا ينسى نفسه فيتلفظ ويتكلم بعبارة ثم يندم عليها ولا يحتاج إلى تنبيه من الآخرين أو لوم أو عتاب.
هذا النوع يوصف بالنبيل والحساس، وهو يحترم مشاعر الآخرين ووضعهم ويشعر بوجودهم.
لا بد من أن تكون شخصيته مثار الإعجاب والحب والاحترام من الجميع والنوع الآخر يتحدث فيسيء إلى واحد أو اثنين أو جماعة من دون قصد، يروي نكتة أو كذبة فيثير غضب أحد الحضور بلاً من أصحابة، يتحدث وكأن الناس "نمل" وليسوا بشراً.
هذا النوع صمته من ذهب وأكرم له أن يترك مجال الحوار والحديث للآخرين.
إن لغتنا العربية الفصحى والعامية مليئة بهذه الآداب، غنية بالتعابير والألفاظ المهذبة باحترام الحاضر، حتى حين يتحدث المرء إلى أكثر من شخص فإن لذلك آداباً وأعرافاً يستخدمها المهذبون.
من يخلو حسه من آداب الكلمات تخلو لغته منها، ومؤكد أنه مهما كبر وامتلك من قوى لن يجد صديقاً واحداً ولا حباً حقيقياً.
بل معارف تطنطن له لمدة محددة فقط حين يتحدث يجعل بعض الحاضرين يخجل نيابة عنهما وهو لا يحرج المخاطب فحسب، بل يحرج جميع الحضور.
أن الأمثلة كثيرة ومعروفة ومن غير المستحسن سردها لئلا نسيء للبعض، إلا أن الأدهى من كل ذلك أن نجد هذه الصفات في إعلامنا اليوم بين مذيعات يهز أن وصحافيين يتندرون.
الأمر الذي لا يسيء إلى المهنة فقط وإنما يسيء إلى البعض ممن يقرأ ولا أقول الجميع لأن من الجمهور من تساوى معهم فلم يعد يشعر بأي حرج، بل أصبح من المعجبين أيضاً.