محمد عبد الملك الشجاع
باحث تربوي في شؤون التربية والمياه والبيئة
Ashogaa 2@ yahoo.com
كشف تقرير اليونسكو لعام 2007م أن اليمن تحتل المركز الأخير بين الدول العربية في التعليم للجميع، وذلك لأن الغش أصبح في بلادنا "اليمن" ظاهرة ملازمة للاختبارات، وأصبح حقاً من حقوق الطلاب... ويجري تحت سمع وبصر ورعاية وجهاء القوم من القياديين التربويين الموجهين والمعلمين وقيادة التربية بالمديريات والتربية والتعليم "عاجزة" بل أثناء الاختبارات تشل حركياً عن عمل شيء يوقف هذا التدهور في انتشار ظاهرة الغش هنا وهناك (وفي رواية) راضية أي التربية والتعليم عما يحدث لأنها مناسبة حصاد السنة لجمع الأموال والأصوات الانتخابية والولاءت الضيقة وتبدأ في المناطق التي فيها مراكز اختباريه للشهادة الأساسية والثانوية حمى الانتخابات ويحضر كل أعضاء المجالس المحلية المنتخبين من المديريات للإشراف على الاختبارات وفي نهاية الزيارة يوصي رئيس المركز الاختباري قائلاً: "عليك أن تراعي الطلاب وأن تترك فرصة لكل طالب بأن يساعد زميله" ويتفاخر في أوساط الطلاب لقد تكلمت مع رئيس المركز الاختباري وقلت له أن يساعدكم وحقه علي وهذا من أجل أن يضمن هؤلاء الشاب في الانتخابات العامة وهكذا في كل قاعة من قاعة الاختبارات، وهذا كله على حساب الأجيال القادمة، وكثير من المدارس وخاصة في الريف تعاني من نقص كبير جداً من مدرسي المواد العلمية واللغة الإنجليزية والإسلامية "إناث" إلى درجة أن بعضها ينتهي العام الدراسي ولم تجد مدرساً لأن هؤلاء المدرسين ذهبوا إلى المديرية موجهين "مواد، رقابة، وتفتيش" وبعضهم ذهب لعمل آخر "سائق دباب – مندوب علمي – بائع في صيدلية – معه مركز اتصالات – يبيع القات" المهم كل واحد بحسابه المهم أن يدفع آخر الشهر المقرر وبعضهم يدرس دراسات عليا بدون إجازة وبعضهم قريب من القيادة التربوية و... و... إلخ وهذا السبب الرئيسي في فشل العملية التعليمية وانتشار ظاهرة الغش.
وكثير "جداً جداً جداً" من المدارس الثانوية لا يوجد فيه معامل مدرسية "علمية" يطبق فيه الطلاب النظريات العلمية التي يحدثهم عنها مدرسو المواد العلمية "إن وجدوا".
مدير المدرسة يظل مديراً للمدرسة طول فترة عمله في التربية والتعليم وكأنه اشترى إدارة المدرسة بماله لنفسه رغم أن أكثرهم لا يحمل أي مؤهل وليس له أثر صفة تربوية لا من قريب ولا من بعيد، والسبب أن وزارة التربية والتعليم عاجزة عن التحديث والتغيير ولم تدرك أن مدير المدرسة لا بد أن يكون مؤهلاً جامعياً لأنه في اللائحة التربوية المفقود منها بعض الحلقات يعتبر مدير المدرسة موجهاً مقيماً في المدرسة، فكيف يستطيع مدير مدرسة لا يحمل مؤهلاً تربوياً أن يعمل موجهاً مقيماً في المدرسة وكيف يمنح هذه الثقة وهو لا يستطيع أن يعد خطة درس إضافة إلى الأسباب التالية:
* إدارة المدرسة تمنح في جميع مدارس الجمهورية بسبب الولاء الحزبي أو القرابات التنظيمة وأحياناً للمصالح المالية، وإن كان غير مؤهل وليس بسبب الكفاءات الإدارية والمصلحة التعليمية.
* نصف طلاب التعليم الأساسي والثانوي في مدارسنا اليمنية بدون كراسي.
* تقرير وزارة التخطيط يشير إلى أن ثلث الشباب في سن العمل في اليمن من العاطلين وأن "188" ألف خريج جامعي بدون عمل وأن نسبة البطالة في اليمن: "34%".
* اليمن خسر العام الماضي "67" مليون دولار جراء هدر التعليم ورسوب الطلاب.
* نسبة الأمية بين السكان في اليمن بين "70%" و"78%" بسبب الغش، وأن التقارير الرسمية تشير إلى أن 5 مليون طفل يمني يعانون من الأمية لعدم إلحاقهم في التعليم، والسبب يعود إلى إدارة التخطيط والسياسة التعليمية والفقر من أهم الأسباب!.
* اليابان ليس دولة نفطية وتستورد الحديد، وتصنع العديد من الصناعات وتستورد النفط الخام وتسخر من ميزانية الدولة حوالي 15% لدعم التعليم والمعلم كون التعليم والمعلم هما الركيزة الأساسية في التنمية ودعم التعليم معنى ذلك اهتمام الدولة بالتنمية، لما لا نتخذ اليابان مثالاً تفتدي به في دعم المعلم والتعليم من أجل التنمية.
* تقييم المعلمين ومنحهم حقوقهم المالية والإدارية والدرجة الوظيفية مثلاً يصل إلى درجة وكيل وزارة وهو معلم في الميدان وفي اليمن لا تتم بصورة إدارية وآلية إجرائية كباقي بلاد الدنيا حتى المنخلعة منها وإنما تحتاج إلى جري وتعب ومتابعة وهدايا وسفر "وطلاع روح" وغياب عن العمل وربما لأيام أشهر وسنوات.
* بعض المنتسبين وظيفياً للتعليم "مديرو مدارس أو معلمون أو إداريون أو موجهون أو .." منقطعون عن العمل الميداني والعطاء التعليمي ومتفرغون للتجارة والأعمال الأخرى وتحت مبرر "الانشغال الحزبي والاستعدادات الانتخابية" والراتب ثلث بثلث أو حسب الاتفاق... ومع أن هناك ألف من شاف وألف من دري.. ولكن ولا من حاسب ولا من عاقب!!