علي منصور مقراط
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح... وما الإصباح منك بأمثل.
ابدأ استهلالة هذه التناولة الحارة عن الأوضاع الراهنة بمحافظة أبين بهذه الأبيات عميقة المعاني للشاعر امرؤ القيس الذي قالها في زمن قد يكون أشد سوءً وقسوة وظلاماً، لكن لا بئس أن وجد تاطبق الحال في المحافظة التي أعيش واقع حالها اليومي الذي بات ينساق إلى الأسوأ في رأيي وتقديري الشخصي وكثير من الشرفاء المخلصين من أبناءها، وانطلاقًاً من حرصنا على تفادي الأوضاع قبل الانهيار الشامل الذي يصعب بعده لملمة الأمور فإننا نحذر بالإسراع بإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المحافظة الصلبة وذات الأهمية الوطنية الاستثنائية عن سائر محافظات البلاد.
* اللافت أن الزائر لمحافظة أبين هذه الأيام أكان مواطناً صاحب مشكلة أو شخص لديه معاملة أو صحفياً يطمح الحصول على معلومة فإنه لن يجد المسؤول الذي يلبي طلبه ويحل قضيته، لماذا لأن معظم الإدارات توقف العمل فيها ليس لحالة استثنائية أو طوارئ، بل بمزاج واستهتار المدراء القائمين عليها الذين عرفوا بندرة التواجد في مكاتبهم وهذه الحالة بدأت منذ أكثر من عام وتفاقمت الظاهرة لتصل مداها مؤخراً. الأرجح أن غياب المدراء والمسؤولين في المصالح الحكومية عكس نفسه على باقي الموظفين والذي أصبح البعض يعتبر بقاءه بمكتبه الناس نوع من العقوبة ولن نذهب بعيداً فديوان عام المحافظة يمثل المشهد الأسوأ فهو مبني خالي عروشه من مسؤول بالمحافظة لا سيما وهذه الأيام التي يتواجد فيها المحافظة الجديد م. أحمد الميسري في عاصمة البلاد صنعاء مع بعض المدراء لإنجاز الأعمال وتحريك المشاريع.
* الحاصل من هذا في العاصمة الإدارية للمحافظة فكيف نتصور الأوضاع في المديريات التي جاءت صرخات أبناءها إلينا بأنها لم تعد تعرف صورة مدير المديرية والأمين العام والهيئة الإدارية، أما الفساد واختلال المال العام من المدراء فقد صار مفخرة لهم يعتز المدير حين تتهمه بجرائم اختلاس المال العام ويفتكر أن ذلك الوضع يستمر وأن أولاده لا يشعروا بالنقص والمهانة حين يذكرهم الناس بعد حين أن والدهم الفلاني المدير رحمه الله قد عاث في الأرض فساداً وزاد أن ملفات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ما بين الذي يحاول مديره الملتزم أحمد عبد الرحمن مهيوب وكادره تحريك الملفات التي تورط بها أكثر من مدير ومسؤول لكنه أي المدير بن مهيوب ومساعديه وجدوا أنفسهم كالذي يحثر في البحر لم يجدوا من يلتفت إليهم ويحيل ما أنجزوه إلى نيابة ومحكمة الأموال العامة.
* ويأتي الوضع الأمني الذي يواجه خطر الجماعات المسلحة في مدينة جعار التي لا يمر أسبوع دون حادثة قتل وأصبح رجال الأمن إمام مرمى الخارجين عن القانون واستشهد وجرح وسالت دماء الكثير منهم ومع ذلك فالأمن بحاجة إلى مزيد من الإمكانيات لمواجهة التحديات ولوحظ انشغال قادة الأمن مؤخراً بحوادث حصار المروعة ولإصلاح إخلالات جهاز يحتاج الوضع إلى دراسة وخطة محكمة ومتابعة تعاون كل وحدات الأمن وأجهزة الاستخبارات حتى تتحقق السيطرة والسكينة المفقودة حالياً.
* وعودة إلى بدأ فإن تنامي الانفلات الإداري والفساد والوضع الأمني تدريجياً سيكون من المستحيل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه كون ذلك أصبح مألوفاً حتى في نفسيات الموظف العادي والمواطن البسيط الذي افتقد هيبة الدولة والنظام والقوانين النافذة، ومع هذا وذاك ما زال التفاؤل وبصيص الأمل في قدرة المحافظ على تحريك المياه الراكدة وحتى لا يأخذه الوقت ويتوهه بعض المدراء ؟؟؟ الذي يصرف القاضي والداني فشلهم وأنهم بلوه أيبن فإن إرادة المحافظة واستخدام صلاحياته المخولة لعملية الإصلاحات والتغير واجتثاث الفساد حان وقتها بعد المدة الثانية التي تعرف خلالها على مكامن الخلل وشخص فيها داء المرض.
* نقول ذلك بقناعة لتبنية وتلافي الأوضاع وعلى كل الأقلام الشريفة والوطنية الشجاعة صرح قول الحقيقة بعيداً عن تصفية الحسابات وردود الفعل، وعلى عقلاء وكوادر أبين الاقتراب من محافظتهم ومكاشفته عن الحقائق وشد من عزمه ومساعدته على معالجة المشكلات المتراكمة لضمان نجحه في مسؤولياته الجسيمة في ظروف حالكة السواد كالتي نمر بها في أبين حالياً واللهم أنني قد بلغت وقلت كلمتي وموقفي والله على ما نقوله شهيد.