عبد الباسط الشميري
كنت ولازلت أتواصل مع زملاء وإخوان من بلاد المهجر وللأمانة فأنني أكثر ما أحرص على الالتقاء بهم عند عودتهم إلى أرض الوطن لزيارة الأهل والأحباب أو لقضاء أجازة دافئة في الوطن الأم خاصة وأن لدينا ممن ينتمون إلى هذه الشريحة الهامة لايعرفون عن وطنهم إلا النزر اليسير ويصادف ومع كل إجازة صيفية أن التقى بعدد لابأس به من أخواننا العائدون من المهجر سواء من الخليج العربي أو من أمريكا أو من بريطانيا أو من ماليزيا أو من أي مكان من هذا العالم المترامي الأطراف وكما هو المعتاد يكاد ينحصر الحديث في البدء على مسار الرحلة وما يرافقها من صعوبات أو منغصات قد تحدث للقادم أو المغادر في هذا البلد أو ذاك وحقيقة لا أعتقد أننا بحاجة للحديث عن أساليب التعامل المختلفة أو المتباينة بين مطار وأخر فلكل بلد خصوصيته وإن كنا نتمنى أن ترتقي خدمات مواني ومطارات الجمهورية اليمنية لتنافس مواني ومطارات دول شقيقة وصديقة من حيث التنظيم وعدد النوافذ التي تستقبل القادمين وحتى هيئة أو هندام الموظف في هذا المرفق الذي يعد واجهة اليمن بل الصورة الأولى التي تعلق بذاكرة القادم أو المغادر وعليه فأن مفتتح موضوعنا ينبغي أن يكون المطار فأحدهم قدم على عكاز جراء إصابة لحقت به في بلد الاغتراب وكون الشاب يهفو إلى وطنه فقد حب أن يقضي أجازته المرضية في صنعاء لكن الروتين الممل وعدم وجود نافذة خاصة بالمعاقين أوذوي الاحتياجات الخاصة سببت للشاب متاعب ربما تكون في نظر البعض بسيطة ولا تستحق أن تذكر لكن مطارات العالم كله تخصص نافذة لذوي الاحتياجات الخاصة في المقابل هناك ممارسات وأساليب يقوم بها بعض الموظفين في المطار لا تمت للأخلاق ولا للقيم ولا للإنسانية بأية صلة فهناك من يتحول إلى شحاذ وأخر سمسار وثالث (عفط) ورابع فضولي يتدخل وفي كل شيء وبهذه الأساليب الشيطانية نقدم نحن أبناء اليمن صورة مشوهه ومقرفة عن وطننا ناهيكم عن تلك الرائحة المنتنة التي تزكم الأنوف وبمجرد أن تطأ أقدامك بوابة المطار, زد على ذلك من يستقبلك عند البوابة هذا يسحبك وأخر يمسك بقميصك وثالث يصرخ في وجهك وكأننا في حراج للسيارات أو حراج للخردة والجميع يعتبرون أنفسهم يبحثون عن رزق بينما لو قعد كل واحد منهم في سيارته أو بجوارها وكل مسافر لن يذهب إلا إلى تلك السيارات وبدون هذا الضجيج والعويل ,أحدهم قبل أيام ذهب ليودع ولده في المطار ولسوء الحظ أن صاحبنا المسافر إعلامي يعمل في قناة تلفزيونية عربية صادف أن كان لديه أغراض كثيرة فاقت الوزن المسموح به فكان من الضروري أن يدفع ما يقارب التسعة إلى عشرة ألاف ريال يمني ولا مشكلة في هذا لكن المبلغ المطلوب بالريال اليمني غير متوفر لديه وعرض على الموظف المختص أن يدفع له بالعملة الأجنبية درهم أماراتي أو دولار أو ريال سعودي فرفض المختص وسبب هذا الموضوع إشكالية للرجل ولوالده المسكين الذي رافقه إلى المطار ليودعه ويطمئن عليه فعاد غصبانا أسفا لما يحدث في هذا المكان الذي نطلق عليه واجهة اليمن أو بوابة الوطن للعلم هذا نزر يسير من حكايات وقصص يندى لها الجبين فلا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان على ما تصفون وللحديث صلة.
abast66@maktoob.com