كروان عبد الهادي الشرجبي
الزوجة التي تعطي زوجها كل شيء من أجل بناء علاقة جيدة معه تكتشف في النهاية أنها تفقد استقرارها مع هذا الزوج، وكذلك الرجل الذي يعطي كل شيء من أجل بناء علاقة جيدة مع زوجته ينتهي به الأمر إلى فقدان هذه الزوجة من هذه القاعدة ينطلق مؤلف كتاب "فنون التفاوض لبناء علاقات ناجحة" وهو يهدف إلى تدريب الأشخاص على القيام بعمليات تفاوض ناجحة وإقامة علاقات جيدة مع الآخرين سواء كان التفاوض بين خصمين وزوجين أو بين الجيران.
ويقول المؤلف: أن كنت صغيراً أو كبيراً، غنياً أو فقيراً" فلا بد أن تربطك علاقات مع الآخرين، علاقات في اللعب وفي العمل مع الجيران ليس الأطفال وحدهم يعتمدون على الآخرين في حياتهم فنحن جميعاً نعتمد على بعضنا البعض من خلال علاقات مختلفة ولو فكرنا لحظة في إلقاء هذه العلاقات لن تكون لدينا عائلة أو أصدقاء.
أن هناك دائماً علاقات بعضها ناجح وبعضها فاشل، فنحن جميعاً نعرف أشخاصاً نرتاح إلى مصادقتهم ونحرتهم في مشاكلنا، وآخرين نتجنبهم تماماً ونخفي عنهم أسرارنا وخصوصيتنا.
كثيراً ما تواجهنا أسئلة ما أفضل الطرق لتجنب الخلافات في البيت أو في العمل؟ هل نستسلم لوجهة نظر الآخرين وننتظر مرور الزمن الذي يمكن أن يحل هذه المشكلة أم نواجه المشكلة حتى لو أدى ذلك إلى نشوء علاقة رديئة مع الآخرين، كثيرون يميلون إلى الحل السهل بسبب تجنبهم افتراضهم الخاطئ بأن تجنب الخلافات أقصر الطرق إلى بناء علاقات جيدة، لكن الأمور لا تسير على هذا الأساس، والتفاوض بين الناس يقوم على أسس أكثر واقعية ويؤدي إلى علاقات أكثر رسوخاً.
وفي العلاقات الزوجية يشير المؤلف إلى حلقة من حلقات التفاوض الناجح وهي إلا يحاول أحد الطرفين شراء علاقات أفضل بتقديم تنازلات جوهرية فهذا خطأ فادح؛ لأن العلاقات الطيبة ليست للبيع، وهذا النوع من الشراء لا يقيم علاقة جيدة مع الطرف الآخر وقد تتدخل العواطف بين الزوجين على حساب المنطق، ويتعامل الزوجان مع الأمور على طريقة "احب كذا واكره كذا" وهي طريقة تمنع الطرفين من اتخاذ استراتيجة عقلانية مطلوبة للتفاوض بين الأشخاص الذين تجمعهم علاقات جذرية مثل الزواج والروابط العائلية أو الصداقة أو الزمالة.
ويؤكد المؤلف على ضرورة تفهم المشكلات مع الآخرين وقد تتفاقم بعض المشكلات بسبب سوء الفهم.