كروان عبد الهادي الشرجبي
هل تعرف أن البيوت أنغام وإيقاعات، فبعضها يعزف موسيقى هادئة وراقية وبعضها موسيقى صاخبة مكونة من صياح العيال من جهة وصياح الأب وهيستيريا الأمهات، وطرطقة الصحون وأواني المطبخ.
وهناك بيوت مثل الشعر بعضها قصيدة حزينة وبعضها قصيدة مرحة والبعض الآخر شعر خطابي مزعج، حيث ينفرد الأب بإعطاء الأوامر الصارمة وإلقاء النصائح، فيجاوبه الابن الأكبر ببيان ثوري يشجب فيه استبداد الأب ويطالب بالحرية وإلغاء القوانين.
وهناك بيوت مثل الأفلام القديمة "يعني أبيض وأسود" والناس هنا أما ملائكة أو شياطين وهناك بيوت فيها مآسي حقيقية إذ تجد فيها الآهانات والضرب للزوجة والأطفال، خاصة إذا كان الأب من مجيء الشراب ... المحرم.
فنجد أن الحزن يسود في تلك البيوت والكوارث لا تنتهي فيها.!!
وهناك بيوت مرحة مليئة بالضحكات وعادة ما تكون كبيرة الأبناء ولكن مستوردة وسر مرحها وانسجامها الحب والمودة بين الأب والأم الذي ينشأ في ظله الأولاد كظل شجرة عملاقة تفضى بأغصانها هذا البيت وتحتويهم بظلها وغالباً ما يخرج أبناء هذه الأسرة من بيت طفولتهم وصباحهم لينشئوا أسراً سعيدة جديدة فتتفرع الشجرة العلاقة أكثر وتحضن مزيداً من القلوب المحبة في ظلها.
وهناك بيوت مثل أفلام الرعب حيث يتم قتل الزوجة والأطفال على يد الزوج، أو قتل الأم أطفالها يأساً من أطعامهم، ولن أطيل عليكم في هذا النوع، وهناك بيوت مأهولة، وبيوت غير مأهولة، فتجد العجوز وحيدة دون جليس، وتجد امرأة مسنة وزوجها وليس حولهم أولاد، ونجد بيوت وبيوت.
ألا ترى عزيزي القارئ أن البيوت أنوع ؟؟؟ متنوعة بعضها حكايات رضا والآخر شجن.
وهذه هي حال الدنيا.