كروان عبدالهادي الشرجبي
إنه الزواج السري وهو شعرة ضعيفة بين الحلال والحرام.
إذا كان الأصل في الزواج هو "الإشهار" فما معنى "العقد" الذي قد تتوافر فيه كل شروط عقد الزواج من مأذون شرعي وشهود ولكنه يتم بهمس؟!
وتحت السرية التامة وبعيداً عن التوثيق المعلن.
أن الأصل في الزواج بيت وأسرة وأولاد ومستقبل يشترك فيه اثنان في رسم خطوطه ووضع أسس ديمومته، فما رأيكم في من يتزوج بفتاة ويستأجر لها بيتاً ويعيش معها حياة شبه زوجية نظراً لامتناعه عن المبيت ليلاً ويحرمها من أبسط حقوقها حتى الأمومة، وعندما تطالب بأن تكون لها أبسط الحقوق وترفض أن تمثل دور "الصاحبة" يقوم بتطليقها.
وأخرى تزوجت من رجل متزوج ولديه أولاد وكان وضعه المادي جيداً فاشترى لها بيتاً، وكان يأتي لزيارتها نهاراً، وعندما سألته لماذا يبقى زواجها "طي الكتمان"؟ لم يجبها وبات يتردد على البيت نهاراً وهذا جعل الجيران يشكون فيها، وعندما أخبرته بذلك اعتقدت بأنه سوف يعلن زواجهما حتى يرحمها من نظرات الشك، إلا أنه فاجأها بالطلاق.
إن أولئك قد دفعوا جزءاً من حياتهم وكرامتهم وسمعتهم وعواطفهم ثمناً لزواج سري يتأرجح بين حدود الحلال والحرام.
وقد أجريت دراسات حول هذا الموضوع وكانت الحصيلة أن العديد من الرجال يبررون هذا الزواج حيث يقول البعض أنه علاقة هامشية مغطاة بقالب شرعي مئة بالمائة، وإن كرامة زوجته الأولى لن تمس بسوء طالما أن زواجه الثاني سري، والزواج السري يشكل الحل الأمثل لتحقيق الرغبات وبذلك لا يغضب الرجل ربه ولا يسيء إلى سمعته.
والبعض الآخر رفضه إذ يقول أن الهدف الأساسي للزواج الصحي المتعارف عليه بناء عائلة وليس إشباع نزوات فقط، وأن الزواج عشرة وليس متعة.
وفي الأخير أن الزواج السري قد يكون حلالاً مئة بالمائة ولكنه زواج تحت جنح الظلام، ولا يصل أصحابه في النهاية إلا إلى طريق الندم والحسرة خاصة النساء أو المرأة التي ستعي حقيقة ما أقدمت عليه في وقت لا يقع فيه الندم.