محمد أمين الداهية
هكذا هم أعداء الإنسانية لا يحبون أبداً أن يروا الآخرين آمنين مطمئنين في بيوتهم ومدنهم، ولأن ضمائرهم ميتة بسبب التعبئة الخاطئة الإجرامية التي تجعلهم يؤمنون بأن القتل واجب مقدس يجب أن يمارسوه بطريقة انتحارية ضد الأبرياء من أبناء وطنهم بحجة لا يعرفونها وليس من حقهم أن يسألوا شياطينهم عن سبب الأمر الذي يتلقونه لتنفيذ عملياتهم الدموية، وكل ما عليهم أن ينفذوا كل ما يطلب منهم دون تردد أ وتلكأ ومن يحاول أن يعرف أو يستفسر عن أي معلومة قد تنفعه وتؤثر فيه إيجاباً فإن هذا يعتبر مارقاً قد خرج عن الطاعة وانعدمت لديه الثقة بالشيطان الأكبر الذي يوجه هؤلاء الجهلة ويستخدمهم كانتحاريين يقضي من خلالهم غرضه الدنيء المتمثل في إقلاق السكينة العامة وزعزعة أمن واستقرار الوطن وغرس عدم الثقة بالدولة أو الحكومة أو إظهارها بأنها ضعيفة تجاه ما يحدث. ألا يعلم هؤلاء المجرمون أن الأعمال الدموية التي يقومون بها لا تدل إلا على الجبن والمكر الدفين فيهم؟ أما الحكومة والأجهزة الأمنية فهي تقوم بعملها على أكمل وجه ولا أحد يستطيع أن يرجع هذه الأعمال الإجرامية إلى ضعف أجهزة الأمن أو عدم قدرتها على السيطرة التامة لمنع مثل هذه الأعمال الجبانة. إن الذين يتزعمون هذه الأفكار ما هم إلا واهمين ولا يريدون إلا الشر وعدم الاستقرار لوطننا الحبيب. إن أعمال التفجير والعمليات الانتحارية قد نفذت في أقوى دول العالم مثل أميركا وبريطانيا وغيرها من الدول التي تتمتع بامتلاك أقوى الأجهزة الأمنية في العالم، ورغم ذلك وبسبب وجود الوعي لا يمكن لأي أحد في هذه الدول أن يحمل الأجهزة الأمنية المسؤولية عما يحدث من أعمال تنفذها أيادٍ غادرة جبانة. إن ما حدث في محافظة السلام سيئون من عملية إجرامية جبانة قد أضجرت جميع اليمنيين الذين لا يملكون إلا أن يقولوا: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ويرفعون أكفهم إلى السماء ويرجون من الله عز وجل أن يفضح من وراء ذلك الحادث الشنيع وأن يجعلهم عبرة لكل الخونة والمجرمين وأصحاب النفوس المظلمة الذين يبيعون أوطانهم مقابل اليسير من الدولارات ويستخدمون آلاتٍ بشرية قد أحكموا السيطرة عليها فمن خلال هذه الآلات العمياء يدمرون وطناً ويزهقون أرواح الأبرياء. إن هذا التطرف الأحمق والذي يستغل الجهل والتخلف عند بعض الفئات قد أتعب وطننا وأبنائه، وإن هؤلاء المجرمين الذين يسفكون دماءً طاهرة لا يمتون للإسلام بأي صلة، وبعيدون كل البعد عن تعاليم الإسلام الحنيف الذي يحثنا دائماً على الخير ويحرم علينا قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فبأي حقٍ تسفك دماء الأبرياء ويستهدف الآمنون؟ ما هو الذنب الذي ارتكبه من أصابهم ذلك الحادث الإجرامي في محافظة سيئون؟ إن قوى الظلام الخائنة لا تريد أبداً أن ينعم هذا الوطن وشعبه بالأمن والاستقرار، ودائماً تتضايق وتتأزم نفسيتها السوداء كلما تعدى الوطن محنة أو أزمة، فبمجرد أن أعلن عن انتهاء الحرب في محافظة صعدة ظهرت هذه العملية الآثمة في سيئون السلام وكأن هؤلاء الموتورين لا يريدون أبداً أن يعيش الشعب حالة من الاستقرار والتطلع نحو ما ينفع الوطن وأبناءه، ولكن مهما تستر المجرمون فالأيام كفيلة بأن تكشفهم.