نزيه عبدالله
صادف يوم الأربعاء الماضي "23" يوليو مرور عام على رحيل اللواء ركن/ حيدره محمد الشاجري مدير أمن المحويت شيخ ضمان قبيلة المحاثيث والذي برحيله فقد الوطن أحد أبطاله الميامين وخسرت وزارة الداخلية أحد قادتها المتميزين بالحنكة والشجاعة والأقدام وهو الفقيد حيدرة الشاجري الذي ولد في عام 1950م في قرية لبو أمبركد مديرية الوضيع م/أبين وتلقى تعليمه فيها ثم درس الثانوية بمصر العربية والتحق بالسلك العسكري الأمني عام 1967م ثم ابتعث للدراسة في الخارج وتدرج في عدة مناصب أمنية كان أخرها نائباً لقائد معسكر النصر في 1975م ثم احتسابه على تيار الشهيد سالم ربيع علي، وبعد أحداث يناير 86م ونزوحه إلى صنعاء عمل في المؤسسة الأمنية وعين ضابطاً في الإدارة العامة للبحث الجنائي بوزارة الداخلية بصنعاء، وكانت له مشاركة فاعلة في حرب 94م وعين في 95م مديراً لأمن محافظة حجة ثم في 1996م عين مديراً لأمن محافظة شبوة، وفي 1997م عين مديراً لأمن محافظة ذمار، وفي 2000م عين مديراً لأمن محافظة لحج، وفي 2002م عين مديراً لأمن محافظة المحويت حتى وفاته في 23/7/2007م.
وبهذه المناسبة صدر كتاب توثيقي متميز عن حياة الفقيد بعنوان "عاش صدقاً ومات وفياً كريما" يحتوي على "150 صفحة" شمل ثلاثة أبواب: كتابات، ومراشي شعرية، وتعازي، ووثائق وصور للفقيد تحت أشراف اللواءت ركن/ ناصر منصور هادي وكيل الأمن السياسي لعدن، أبين، لحج واللواء الركن د. حسين عرب عضو مجلس الشورى، والعقيد ركن الشيخ/ ناصر الشاجري، والأستاذ/ ماجد الشاجري رئيس لجنة التخطيط والتنمية بالمجلس المحلي بمديرية خور مكسر عدن وطبع بمطابع جامعة عدن.
ويعد الكتاب في مضمونه انجازا متميزاً وعملاً موفقاً للجنة المشرفة عليه من حيث مضمون المادة والإخراج الفني ولما حمل في طيات صفحاته من تدوين وتوثيق محطات مهمة عاشها الفقيد وإبراز ما تحلى به من سجايا وخصال وصفات متمثلة بالشهامة والأخلاق العالية والكفاءة والروح القيادية وما اختزلته شخصية الفقيد من حب للعمل والواجب والوطن، وما تميز به من صفات القائد الدءوب الغيور على وطنه والتي عكستها حنكته في صناعة القرار وتنفيذه وكيفية التعامل مع الأمور أصغرها وأكبرها وأدقها وأعظمها.. أنها صفات قائد قلما نجدها في شخصية قيادية كهذا القائد والتي كستها كتابات لنخبة من القادة السياسيين والأكاديميين والشيوخ والمثقفين ممن عايشوا الفقيد وفي مقدمتهم الفريق الركن/ عبدربه منصور هادي نائب رئيسي الجمهورية والذي عبر في موضوع استهل به الكتاب عن أسفه تجاه ما شهده الماضي من تكييف لكثير من شواهد التاريخ للأهواء ومجاراته للأمر الواقع ولحق الجحود بكثير من المناضلين حيث طمست معالم وأدوار أولئك الجنود المجهولين الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل انتصار الأهداف والمبادئ الثورية وقد تواصلت مثابرة الكثيرين على مواصلة النضال الوطني من أجل صياغة المنجزات والمكاسب الوطنية خلال مراحل البناء المختلفة ومن بينهم من انتقل إلى جوار ربه ومنهم من أدركه الكبر فاعتزلوا الحياة العامة بينما لا زال الكثيرون يعيشون في مختلف مناطق الوطن ومنهم بمثابة شهود مشيداً بالمناخات التي جاءت بها الوحدة والتي ساعدت على تبلور الكثير من أشكال والوفاء والاحتفاء المعنوي بالمناضلين والشخصيات التاريخية وعقدت الكثير من الندوات والمناقشات على هامش تاريخ الثورة اليمنية ونظمت مهرجانات التابين الخطابية وكذلك الكتيبات التابينية الخاصة بهذه المناسبة، مؤكداً بأن المغفور له بإذن الله تعالى اللواء الركن/ حيدرة محمد الشاجري مدير الأمن العام في محافظة المويت الذي يحتوي هذا الكتيب لطباعات وموضوعات عامة عن حياته يعتبر أحد أفراد هذا الجيل الذي عاصر قيام وانتصار ثورة 14 أكتوبر 1963م وما تلاها من مراحل الاستقلال السياسي والبناء الوطني وكان للفقيد مساهمات وطنية في مضمار النضال الوطني والبناء الاجتماعي وشارك في الدفاع عن وحدة الوطن كما تميزت فترة قيادته للأمن العام في محافظة حجة، شبوة، ذمار، لحج، المحويت بروح المسؤولية وصدق الانضباط في أداء الواجب الوطني من أجل الحفاظ على الاستقرار والسكينة العامة والذي من خلال علاقته الشخصية به وحد الصفات النبيلة في هذا القائد العملاق وهو الصدق والشجاعة والذكاء الفطري وحب الوطن والقدرة على الإقناع.