شكري عبد الغني الزعيتري
عبد الله ... ولد بالفطرة مسلما ... وعند بلوغه سن التكليف وتحقيقاً بان لا اله إلا الله .. وبان محمد رسول الله .. وعمليا لإسلامه وجه وجهه لله الذي فطر السموات والأرض وفطره مسلما حنيفا .... فأقام الصلاة .... وأتى الزكاة .... وصام رمضان ... وذهب إلى الحج فطاف واعتمر ... وعزم على زيارة روضة وقبر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . فذهب متوجها نحو روضة وقبر رسول الله .. وعند وصوله صلى ركعتين لله بجوار قبره ( صلي الله عليه وسلم ) ولما انتهى ... وقف أمام رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) باكيا قائلا : يا رسول الله أكلت الخنازير ... وقادحي الخمور الثمالا ... أهل المجون .. وقفوا اليوم شاهرين أقلامهم يتطاولون عليك يا رسول الله ... ويتفاخرون بصفحات كتبهم المدنسة .. وأقلامهم النجسة بعد أن حرفوا الإنجيل ويدعون انه إنجيل عيسي وكتابه المنزل ..... وخطوا بأيديهم أكاذيب لتوراتهم ويصرون أنها توراة موسى وكتابه المنزل ... اظهروا اليوم وعلى الملاء أحقادهم . وهم اليوم وبعد أن رحلت عنا يا رسول الله ... يمتصون دماءنا .. ويحبكون الدسائس والفتن بيننا ... وجهلا وكفرا بإخوتنا امة الإسلام تقاتلنا ... ابكي يا رسول الله بين يديك هنا عند روضتك ... ابكي بكاء طفل أبت خالته أرضاعه ... ابكي بكاء شيخا انحنى ظهره ولا يستطيع السير بدون التعكز على عصا ... ابكي بكاء شابٍ أصيبت يداه وقدماه بشلل السحايا ... ابكي وأذاني تسمعهم يسبونك وأنا فاقد قدرتي على إسكاتهم . ابكي وعيناي تراهم يا رسول الله يرسموك باعتداءات .. وأنا عاجز عن منعهم . ابكي وأنا أرى حكام أمتك وكلا قد التهى .... أراهم وكلا قد استقوى علي وعلى أمتك ... وأسمعهم يهددون بأنهم الأقوى ... وبأنهم مالكي الأرض وما تحت الثرى ... وان لهم جيشا عريضا جرارا من الجبابرة الأسود ... وموجهة علينا . ويمتلكون أموالا لا تعد ولا تحصى .. ووضعوها تحت خدمة أعدائك وأعدائنا ... ولهم مدنا تفتح للثمالى ... وتغلق أمامنا . ابكي يا رسول الله ... وأراهم يشيرون قولا وفعلا بأنهم اسود ولا يستاسدون إلا علينا .. ويرفعون السلاح فوق رؤوسنا ويسقط سلاحهم أمام أعدائك وشاتميك ... ابكي مخافة أن تأخذنا بذنب غيرنا .... فكيف أرد الأذى عنك يا رسول الله وأنا أرى حكامنا قد تركوك وتركونا ... ؟ كيف أرد الأذى عنك يا رسول الله وأنا أرى أبواب السجون قد فتحت لأحبائك ومقاتليك ... ؟ كيف أرد الأذى عنك يا رسول الله وأنا أرى حكاما قد اكتفوا بعتاب ناعم وللمعتدين يتوددون ..؟ كيف أرد الأذى عنك يا رسول الله وأنا أرى حكاما أعجبوا بشياطين الجن و الإنس وقاذفيك .. ؟ فهل ستكون شافعا لنا يوم اللقاء يا رسول الله .. ونحن لم نستطع منع الأذى عنك... ؟ أسالك يا رسول الله السماح ... واستغفر الله عن ذنوبا اقترفتها في حقك إذ لم استطع رد الأذى عنك يا رسول الله وأنت من خلقك المولى رحمة لنا ... استغفر الله عن عجز تملكني .. ومخافة سياط الأقوياء أسكتتني .. المعذرة يا رسول الله .... فلا اعلم بأي وجه إلقاك يوم اللقاء ... وبأي فم ستسقيه بيديك الشريفة شربة ماء من حوض كوثرك .. وكيف سيطيب له السقي .
